هل أنتم عاشقون، عاشقون في شكل سيئ جداً؟ وهل أنتم أصدقاء، أصدقاء في شكل سيئ جداً؟ وهل سألتم أنفسكم هذا السؤال من قبل؟ أوليس من العيب على أهل الأصول والواجب، أليس عيباً وعاراً أن نترك أي علاقة كانت، سمها زوجية أو صداقة ثم نكشف المستور ونطلع الناس على خباياها وخفاياها وحميمياتها؟ كيف وزوال السرية عن العلاقات يؤدي إلى انهيار مؤسسة الزواج ونظام الصداقات والأمان بالأسرة وبيت الحمى والأرحام؟ كيف وأنت قد ائتمنت أعز الناس وأقربهم على خبايا ومكنونات الفؤاد ثم تفاجأ بمن أفشى سرك وأعلن خصوصياتك؟ كيف كنتم أعز الأصدقاء، فيما تجد لاحقاً من يتحدث عنك بالسوء ويجعل أكثر نقاط ضعفك فضيحة؟ يا ساتر استر! لؤم السخرية وسم النظرات والتشفي حد الألم عليك. ليه؟! هل نسوا كيف التقيتم وكيف تصاهرتم وكيف تصادقتم وكيف تحاببتم وكيف قلتم: لا أفكر سوى فيك يا حبي! لا أنتظر غيرك يا نور عيني؟! كيف ذاك الاسم الاستثنائي أضحى خبراً لأحاديث الناس؟ فهل نستحق العلاقات نحن إن لم نحافظ على سريتها وحميميتها!؟ هل نستحق الصداقة والصداقات؟ ذاك الترف الجميل، تلك الطبيعة، ذاك الصمود والسمو وأحلى معاني الحياة الحلوة؟ أم أننا سنبقى متوجسين من بعضنا طالما هناك من يقلب العلاقات إلى صدام وتصادم وكلام مجاني جارح؟ أم أن العشق الذي يتأجج بسرعة يخبو بنفس السرعة، وكأن من كان حبيباً وأليفاً ووليفاً صار مطروداً ونازحاً لأننا لم نكن نؤمن بصدق عاطفتنا أو عاطفته بل لربما كنا نتاجر بها؟ وأول وعد من وعودك كيف تنساه؟ فمن وعد وفى؟ فما بالك بمن وعد بالمحبة والألفة وبالرحم عليه أن يترك وعده في يوم وليلة من الليالي لمن عاش معه أجمل الليالي؟ لكن نرى كثيراً ممن يتنكر له ويهجره، يهجر الوعد وأنت تعرف معدن الإنسان في هذه المواقف، من يغسل وجهك ويبيضه، لا من يسوده. هل على كل واحد منا أن يشتري آلة حاسبة ليحسب من هم أصدقاؤه، ومن هم أرحامه، فإذا ما تغير حسابه ومكانته ومكانه في قلوبهم تحاشوا واختبئوا. تحاشوا براحتكم لكن لا تفضحوا! لا بد من تنمية العلاقات الزوجية والعائلية والاجتماعية لتعيش شتاءها مثلما عشت ربيعها. لا علاقات إذا ما انتفى الغرض من استعمالها، انتهت. ففي هذا عداء للزمان وقلة مروءة وقلة مسؤولية. مهما كانت أغلاط وأغلاظ الطرف الآخر، لأنه في النهاية إفشاء السر يفضح كل طرف، وكل طرف يخسر وينزف أحياناً، ونحن لا نريد النزف، نريد أن نترك عطراً في هذا الكون. خلف الزاوية تقبل تحياتي... تقبل دموعي عتابي ضياعي... شوقي خضوعي فإن ذات يوم رحلت بعيداً فلن تستريح بحلم رجوعي [email protected]