ماذا يمكن لنا تسمية ديون الأندية؟ هل نسميها غلطة أم هفوة؟ أم أنه النتاج الطبيعي للتسيب وغياب الرقابة و"الضحك على الذقون"؟ نسأل مع كل من فاق على صدمة هذه الديون التي وصلت لأرقام فلكية لكننا قبل السؤال وبعده نحن متفقون على أن التحول في مجال الرياضة ساهم في تغيير الكثير من المفاهيم بما فيها المديونيات التي كانت في السابق سراً من أسرار الإدارات ولا يحق للبقية معرفته. اليوم وبعد أن نفضت هيئة الرياضة الغبار عن كل ملفات الأندية وكشف ما تحمله من المأساة لابد وأن نشير إلى أن ذلك هو الصحيح، فلولا أن إدارات الأندية وبالتحديد الكبيرة منها كانت تسرح وتمرح بعيداً عن الرقابة والمحاسبة لما رأينا حجم كارثة الديون. في الماضي كانت هذه الأندية تدار وكأنها ملكية فردية يديرها الرئيس وأعضاء مجلس إدارته، ولايحق لمن هم خارج الأسوار معرفة تفاصيل التفاصيل خصوصاً المالية منها، ولهذا السبب تفاقمت الأزمة وأصبحت هذه الأندية تدفع ضريبة الضعف والهوان الفني والمالي على حد سواء. ما حدث ويحدث في الأندية اليوم يمثل الضرورة الحتمية، ولو لم تسارع هيئة الرياضة ممثلة في رئيسها المستشار تركي آل الشيخ في احتواء المشكلة وإيقاف إهدارها الكبير لأصبح مستقبل كرة القدم السعودية محفوفاً بالمخاطر. مديونيات شارفت على المليار ريال، وفاتورتها الباهظة تتضاعف من إدارة إلى إدارة وإذا ما حدثت قضية مالية في هذا النادي أو ذاك سرعان ما تذهب أدراج الرياح، ويتم تسجيلها ضد مجهول، فمعظم الإدارات تأتي لتكتسب بريق الشهرة والأضواء، ولا تكترث بعواقب تجاوزاتها المالية على اعتبار أن الرقابة كانت مفقودة والتسهيلات المسؤولة كانت كذلك كبيرة. ما يحدث في رحلة اليوم وليس الأمس يمثل بالنسبة لنا صدمة إيجابية، نعم ربما لا يستوعبها هواة العاطفة سريعاً لكنها في المجمل العام تعد أبرز الحلول لتنقية الأندية من ترسبات الماضي والإسراع في رسم خارطتها المالية والإدارية والاحترافية بما يسهم في تحقيق مستقبل أمثل تأتي فيه النتائج وفقاً لقاعدة إدارية صلبة لا تقبل التحايل ولا يمكن اختراقها بوهم الصفقات والسمسرة وهذه الأخيرة تحديداً يجب الالتفات إليها لأنها ببساطة كانت من معاول الهدم التي عانت منها الأندية بعد أن رفعت سقف ما يتم إبرامه مع المدربين واللاعبين الأجانب منهم والمحليين، وبأرقام فلكية تفوق ما تحققه خزائن الأندية من إيرادات سواء هبات أعضاء الشرف أو النقل التلفزيوني أو دخل المباريات. باختصار ما تفعله هيئة الرياضة يشكل أهم المنعطفات وأكثرها أهمية لقناعتنا بأن مخرجاتها هي الصحيحة، فزمن التلاعب والتحايل انتهى مع مرحلة الحزم والعزم والقوة.. وسلامتكم. Your browser does not support the video tag.