أقامت صحيفة عكاظ يوم الخميس في مقرها بجدة، حفلة لتكريم الصحفيين الراحلين رئيس تحرير صحيفة "الرياض" السابق تركي السديري، والصحفي السعودي مصطفى إدريس على هامش احتفائها بيوم الكتاب العالمي. وتخللت الحفلة ندوة عن رئيس تحرير صحيفة "الرياض" السابق تركي السديري، تحدث فيها الدكتور هاشم عبده هاشم والدكتور عبدالله مناع، ونجل الراحل تركي السديري (مازن)، وتناولت الندوة سيرة السديري في دعم الثقافة والاحتفاء بالمثقفين والأدباء، إضافة إلى حديثهم عن أبرز محطاته العملية التي عاصروها، إبان رحلته الطويلة في بحور الثقافة والصحافة التي ناهزت ال41 عاماً. وطرح رئيس تحرير صحيفة عكاظ جميل الذيابي في كلمته في الحفل تخصيص جائزة للراحل تركي السديري في الصحافة السعودية، مطالباً هيئة الصحفيين بتبني الفكرة، ومشيراً إلى استعداد "عكاظ" للمشاركة في ذلك. ومن جهته أكد رئيس تحرير صحيفة عكاظ الأسبق الدكتور هاشم عبده هشام أن رحلة تركي السديري، امتدت في صحيفة "الرياض" على وجه التحديد، أكثر من 40 عاماً متواصلة، بدءاً بالعمل كمحرر رياضي وانتهاءً برئاسة التحرير. لكنني أريد أن أركز على نقطة البدء الحقيقية في شخصية السديري، المهني، والمثقف، المستنير، لأنه جاء في وقت كانت فيه بلادنا ومجتمعنا وإنساننا بحاجة إلى من يفتح أمامه كل الأفق دون حدود؛ وهي مهمة معقدة وصعبة، وغير قابلة للاجتهاد. ولفت رئيس اتحاد الصحفيين السعوديين رئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك إلى أن العمل مع الراحل السديري كان دائماً يشوبه الكثير من المنافسة وأحياناً التوتر، ليصل في مراحل معينة لسقف عالٍ في هذه المنافسة ووقفة نفس، سرعان ما تنتهي بحكم أخلاق تركي السديري، وتمتعه بصفات لا توجد لدى الآخرين، فهو متنازل دائماً، وصاحب المبادرة، وزاد: "الخلافات بينه وبين الزملاء، لم تتعد المنافسة الصحفية، ما ساهم في وصول "الرياض" والجزيرة إلى مستويات عالية، وبدون المنافسة مهما كان حجمها، فهي ساعدت على وصول الصحيفتين إلى هذا المستوى". ونوه المالك إلى أن تركي السديري استلم جريدة "الرياض" وهي في وضع مهلهل.. وصراعات كبيرة بين أعضاء المؤسسة، وقبل هذه المهمة، وواجه الخلافات وقبل التحدي، لكنها لم تثنه أيضا عن مهمته، فنجح في التغلب على هذه المشاكل، والوصول بالمؤسسة إلى أرقام فلكية، لم تصل إليها صحيفة أخرى. من جانبه قال الدكتور عبدالله مناع السديري: إن الراحل السديري صاحب قلم جميل، يعطي الإحساس بأنه يستطيع ما لا يستطيعه الآخرون، قادر على أن يقول الحق وشجاع، مشيراً إلى أن تركي السديري ذو جانب اجتماعي تميز به، من خلال إحساسه بحالة الناس، والتعبير عن حاجتهم، وأضاف: "السديري صحفي، قدير، وكان جريئاً، وكان جميلاً، وكانت له كلمة عن الأستاذ المرحوم رضا لاري، حين أسماه فاكهة الصحافة، فهو تركيبة جميلة لرضا لاري رحمه الله". وأشار الكاتب والصحفي السعودي قينان الغامدي إلى أن الراحل السديري مهموم بالقارئ، وثقافة الجيل، ولم أره -لا في مكتبه وفي أي مكان - إلا وفي يده كتاب، فكان يحدثنا عن كتب يقرأها ولم تصل إلى الساحة السعودية، لافتاً إلى نجاحه في ترتيب جهاز متميز في الصحيفة، لدرجة أنه أصبح مطمئناً عن مسيرة العمل في الصحيفة حتى لو غاب عنها. وتخللت الحفلة أمسيتان شعريتان فصحى للشاعرين جاسم الصحيح، ومحمد أبو شرارة، وأخرى شعبية للشاعر عبدالله عبيان، والإعلامية أميرة العباس. وفي ختام الندوة قدم رئيس تحرير صحيفة عكاظ جميل الذيابي ورئيس تحرير صحيفة الجزيرة خالد المالك هدية تذكارية لأبناء الراحل تركي السديري (مازن وهيثم)، إضافة إلى تكريم الراحل مصطفى إدريس؛ حضر الأمسية نخبة من المثقفين والصحفيين السعوديين والفنانين التشكيليين، وعدد من الكتاب السعوديين. Your browser does not support the video tag.