يرى خبراء أن الضربة الأميركية الفرنسية البريطانية في سورية تعد رسالة قوية لنظام الأسد وإيران وحزب الله، على خلفية استخدام الأسلحة المحرمة دولياً ضد المدنيين السوريين، وعدم الالتزام بالمقررات الدولية، موضحين أن أميركا ترغب في تقليم أظافر الأسد وداعميه، وإجبارهم على الجلوس على طاولة المفاوضات، من أجل الوصول على حلول نهائية للأزمة السورية وعدم تفرد أي طرف بالسيطرة على الأرض السورية. وأشار الخبراء في تصريحات ل "الرياض" إلى أن أميركا والدول الأوروبية تريد تقييد النفوذ الإيراني بسورية والمنطقة، بعدما بات يهدد المصالح الأميركية والدولية، وكذلك الرد على الاجتماع الثلاثي لروسيا وتركيا وإيران في العاصمة التركية أنقرة، لتقسيم مناطق النفوذ في سورية، دون تمثيل عربي ودولي. وقال الدكتور نبيل العتوم، الخبير بالشأن الإيراني، إن الضربة الأميركية ضد نظام الأسد، تحمل في طياتها 3 سيناريوهات بالنسبة لتعامل حليفته إيران، أولها سيناريو ضعيف وهو إقدام طهران على سحب قواتها تدريجياً من سورية، ووقف تسليحها لنظام الأسد وإمداده بالميليشيات، والسيناريو الثاني وهو المرجح أن تبقى إيران في سورية، وتواجه الضربات الأميركية، أما السيناريو الثالث فهو محاولة توظيف الأزمة السورية في الوصول لصفقة بشأن الاتفاق النووي. من ناحيته، أكد طارق البرديسي، خبير العلاقات الدولية، أن الغارات الأميركية تتماشى مع هدف سياسي بشأن عدم إنفراد روسياوإيران وتركيا ومؤتمرات آستانة وسوتشي بالقضية السورية، بعدما حددت مناطق خفض تصعيد مزعوم، ورسمت طريق سورية في الاستحقاقات الدستورية، والانتخابات المخطط لها من قبل روسيا، بعيداً عن العرب وأميركا التي أرادت العودة لمسار جنيف والأمم المتحدة، لذا كان الاستعانة بفرنسا وبريطانيا. وأشار البرديسي إلى أن الضربة الأميركية كانت محدودة، وتتعلق فقط بشل القدرة على إنتاج وتخزين السلاح الكيميائي، محذراً من محاولات استغلال الضربة الثلاثية من قبل أطراف إقليمية من أجل زيادة الفرقة والانقسام بين القيادات والشارع العربي. وأضاف أن الغارات الجوية أرعبت نظام الأسد الذي انتهج إستراتيجية تقوم على انتهاك حقوق الإنسان وترويع الآمنين، وتجرأ في ذلك بفضل الدعم الروسي والإيراني، مستغلاً عودة الحرب الباردة بين روسيا والغرب خلال السنوات القليلة الماضية. أما السفير ناجي الغطريفي، خبير العلاقات الدولية، فقال إن الغارات الجوية على سورية تعد عقاباً أميركياً غربياً لنظام الأسد بسبب ما تراه من مواصلته ترويع المدنيين، واستخدام الأسلحة المحرمة دولياً ضد السوريين، وعدم التزامه بالمقررات الدولية، واحتمائه بالفيتو الروسي من العقاب الدولي طيلة الفترة الماضية، مشيراً إلى أن لجوء واشنطن وباريس ولندن للضربة الجوية يأتي كمحاولة لإجبار الأسد وداعميه على الجلوس على طاولة المفاوضات، لإيجاد حلول نهائية للأزمة السورية، ومنع سيطرة أي طرف إقليمي أو دولي على الأرض السورية واحتلالها كاملة. وأكد الغطريفي، أن الإدارة الأميركية الحالية تستهدف تقييد النفوذ الإيراني في سورية والمنطقة، بعدما شكل خطراً على المصالح الأميركية وكذلك مصالح حلفاء واشنطن، موضحاً أن توازن القوى على الأرض السورية سيتغير بعد تأثير الضربة الأميركية. وأوضح أنه رغم الضربة الأميركية الغربية لنظام الأسد المدعوم من روسيا إلا أنه توجد تفاهمات بين موسكو وأوربا حيال سورية، وهذا ما يضعف توقعات نشوب مواجهة روسية أميركية على الأرض السورية. Your browser does not support the video tag.