الهلال هو التعريف الأمثل لمعنى كلمة بطل، في قمة حضوره يكسب وفي قمة تواضعه ينتصر، وإن حاولت وضع المقارنة بين ماضيه وحاضره فالنتيجة تأتي كسابقتها، لتثبت أن هذا العملاق قامة غير قابلة للانحناء. بطولة الدوري هلالية، ومثلما فاز بها الموسم الماضي ها هو اليوم يكرر ذكريات الأمس، ويظهر أمامنا وأمام جماهيره ليتفنن في كيف يضاعف غلته الذهبية، وفي كيف يصنع للهائمين بألوانه فرحاً، ثم ينثره ثم يصدره ثم يجعل منه دليل إثبات على أن علاقته بالقمة والمنجز ثابتة لا تهتز ولا تتغير، وإن تغيرت ففي هذا التغيير ما يقوده إلى حيث إنجازات أعظم وأكبر، منذ الجولة الرابعة وهو في صدارة الترتيب، بدأ واستمر إلى أن وصل قمته، وطار باللقب وقال لخصومه (عفواً كرروا المحاولة). الهلال يمتلك ثقافة البطل، ويجيد العزف الجميل على خيوطها وخططوها، ولو لم يكن هذا "الزعيم" الكبير يجيد العزف لما رأيناه اليوم الأكثر فوزاً بالألقاب القارية والمحلية. الهلال مصدر الفرح لجماهيره، ومصدر الحزن لمنافسيه، بل هو المعيار الأمثل لمعنى الأقوياء في مفهوم كرة القدم، هذا الفريق الكبير أدواره لا تقتصر على مهارة النجم داخل الميدان، بل تشمل مهارة الإداري وعضو الشرف وحتى مهارة المشجع العاشق له في المدرجات، فالكل هنا يشكلون منظومة متناغمة تأتي انعكاسات نتائجها بما يضاعف عدد البطولات، فالنهج الهلالي نهج متكامل، ولو عدنا للوراء قليلاً لرأينا كيف عدلوا الخلل وجازفوا بالقرار، وفي مفهومهم قناعة بأن هذا التحول هو المحرك والوقود الذي يعيد الزعيم، ويجدد فيه روح القمة وروح البطولة. مبارك للهلاليين اللقب ال15، مبارك للاعبيه وإدارته وجماهيره، وحين نقول لهم مبارك فهذه هي العادة السنوية التي اعتادت عليها ألسنتنا؛ ذلك أن هذا الفريق العتيق لا يكاد يمر عليه موسم رياضي دونما نراه بارزاً في قمة التتويج وأعتاب المنصات. شخصياً كم كنت أتمنى اللقب أهلاوياً لكن هذه الأمنية تلاشت في خضم كوارث تم ارتكابها من قبل المدرب الأوكراني سيرغي ربيروف وإدارته التي لم تحرك الساكن أمام سيل من الأخطاء التي صادرت أحقية الأهلي بالدوري وبكأس الملك. وبما أن النتيجة جاءت إلينا بهكذا مشهد فلا يمنع أن نقول: (مبارك للهلال الدوري ومبارك لإدارة الأهلي ربيروف). هنا ومن خلال هذه الزاوية ومن الأسبوع الثاني حذرت إدارة الأهلي من مكابرتها على ربيروف، وأعتقد أن حصيلة الموسم الرياضي وخروج الفريق من منافساته خالي الوفاض لهو أكبر الأدلة على أنهم كابروا وعاندوا ولم يحسنوا التصرف، فقادوا الأهلي وجمهوره إلى خانة الإحباط والضياع، وسلامتكم. Your browser does not support the video tag.