الدوري (هلالي) والكأس (هلالي) وما بين المنجز والمنجز يأتي التاريخ كعادته لينصف هذا الأزرق الكبير الذي اقترن بالإبداع والقمة وبأرقام بطولية لا تزال هي الشاهد على كل ما يحيط به من فكر ونهج ورؤية. نحاول في كل مرة أن نلغي ديباجة الثناء والاشادة والمديح بحق هذا الفريق واستبدالها بديباجة الانتقاد فنفشل والسبب يكمن في طموح الهلال المتواصل وفي قمته التي لا تهتز وفي مسيرته البطولية التي هي ظاهرة الاستثناء الأجمل على امتداد تاريخ كرة القدم السعودية ومناسباتها المختلفة. الهلال يغرد بسجلاته الذهبية خارج سرب البقية ولو لم يكن هنالك عمل ورغبة في مواصلة النجاح لما رأيناه يحصد الألقاب ويرفع معدلها ويغرس أقدامه بثبات في تربة القمم. بطولة دوري وبطولة كأس وتفرد تام في الموسم الرياضي وربما نجد القادم مشابها لواقع ما تحقق للهلال طالما أن الجميع يرى حجم العمل والاهتمام والتحفيز وقد اصطبغ بصبغة الفكر الجماعي الذي يقدم الكيان الهلالي على الأسماء بل ويرسخ أن هذا الكيان في ثقافة المنتمين لشعاره فوق أي اعتبارات شخصية مهما كانت. بطولات اليوم هي تكملة لبطولات الأمس، فالهلال لا يكترث (بسوقية) بعض الطروحات ولا بمن يحاولون إخراجه إلى مناكفات صبيانية عفى عليها الزمن ولكونه ركز على العمل واعتمد الصمت ظل ثابتا في قمته الشاهقة يتنفس الفرح ويصدره إلى آفاق رحبة لكل من يعشق النجاح ويهوى كرة القدم الجميلة. مبروك للهلاليين فوزهم المستحق ببطولة كأس خادم الحرمين الشريفين والذي أكدوا من خلاله براعتهم الفائقة في تحدي كل الصعاب التي قد تعتري مسيرتهم، أولا بالعمل وثانيا بالدعم وثالثا بجماهيرية كبيرة تأتي لتثبت بأنها الأولى ولا تقارن. مبروك، هي العبارة التي تستفز الكثير لأنها أضحت (ماركة مسجلة باسم الهلال). في الدوري نقول للهلال مبروك وفي الكأس وفي كل حدث تبقى سطوة "الزعيم" هي الأبرز وكل هذا التفرد لم يتحقق من فراغ بل هو الإفراز السليم لعطاءات الرجال ولروعة ما يقدمونه من عمل ودعم وفكر ونهج ووسيلة. لا يجدي نفعا لهزيمة الهلال إلا أن تعمل بنفس ما يعمل ويبتكر ويفكر ويخطط، أما عكس ذلك فالهلال سيكمل الطريق وسيضاعف غلته البطولية ولن تجني من (الشوك العنب) وأعني بالشوك تلك التجاوزات الإعلامية التي لا تليق بل إنها وصمة عار في جبين من يعزف عليها أو يصفق لأصحابها. مبروك للهلاليين، فمن يزرع يجني وهم زرعوا وتفوقوا ونالوا فهنيئا من القلب لهم وسلامتكم ..!!