ظلت عودة المدرب الأرغوياني دانيال كارينيو إلى الملاعب السعودية هاجساً يبدو وحديثاً لا يمل في مدرجات النصر، منذ انفصالهما في ختام موسم 2014م بعد ثنائية الذهب «الأصفر» في ذلك الموسم، وكانت الصدفة أن عودة المدرب هذا العام كانت على مقعد من مقاعد المدرجات التي طالما هتفت له طويلاً في السابق مع فريقه النصر، ولكن هذه المرة حضر لمشاهدة فريقه الجديد الشباب، أمام مواجهة فريقه السابق النصر، في الجولة الخامسة من الدوري السعودي، في خبر أثار مشاعر جياشة لدى النصراويين قبل الشبابيين أنفسهم، وحرك الشوق في أعينهم، توقاً لمشاهد الفرحة التي رحلت مع كارينيو، وهي الخلجات التي جسدها لاعبو النصر في ذات المباراة، مكتفين حينها بمعانقة مدربهم السابق، بإشارات الأيدي، ولغة العيون التي لا تكذب أو تتجمَّل. منذ رحيل كارينيو عن النصر 2014م، بعد تحقيق ثنائية الدوري والكأس، في موسم استثنائي للنصر بعد غياب 20 عاماً عن منصات البطولات الكبرى، لم تشهد مسيرة كارينيو والنصر على حد سواء، نجاحاً مماثلاً يضاهي في عنفوانه موسم 2014م الذهبي، حتى والنصر يكرر تحقيق لقب الدوري للموسم الثاني على التوالي، بعد رحيل مدربه كارينيو وتحت قيادة مواطنه خورخي داسيلفا، فكان واضحاً للعيون الراصدة أن مشهد الفريق «الأصفر» يتهاوى فنياً، ويفقد رويداً رويداً توهجه السابق، وهو ما كان في مواسم ثلاثة تلت، فرط خلالها الفريق في تحقيق منجزات متاحة وصولاً لهذا الموسم، حتى بات النصر يدور في فلك تغيير المدربين دون استقرار، فيما لم تحظ أيضاً تجارب كارينيو اللاحقة مع العربي القطري ومنتخب قطر وأخيراً الشباب، بذات الوهج الذي صاحب مسيرته مع النصر فكانت العلاقة الطردية بين النصر والمدرب تسير في خطين متوازيين من تكرار الإخفاقات بعد انفصالهما قبل أربعة أعوام. جماهير النصر أمست في كل مرة تتحسر على تفريط الإدارة النصراوية السابقة في مدرب ناجح مع الفريق في حجم كارينيو، الذي بات أيقونة لذكريات ذهبية خالدة في تاريخ الفريق العاصمي، إلا أن تلك الجماهير أصبحت تمني النفس بعودة الأرغوياني في أي لحظة لتجديد العهد واستعادة المجد القريب وكأن العلاقة بين النصر وكارينو أشبه بالكيمياء الموجبة التي جمعت عوامل كثيرة كلها انصهرت في بوتقة واحدة من النجاح والإبداع المقرون بتسجيل أرقام غير مسبوقة آنذاك في تاريخ الدوري السعودي صاحبها زحف جماهيري عريض زين مدرجات النصر بألوانه الصفراء والزرقاء في استعراضات مثيرة وجاذبة تكررت كثيراً من خلال «التيفو» الجماهيري المتكرر في مدرجات العالمي 2014، وكان حينها حديث المجالس والمنصات الإعلامية والاجتماعية. التعاقد مع كارينيو رأته الكثير من الجماهير النصراوية في هذا التوقيت «ضربة معلم» قبل تحضيرات الموسم المقبل وغربلة عناصر الفريق في وقت باكر وهو القرار الذي اتخذته الإدارة النصراوية الجديدة لتجاوز آثار المواسم الأخيرة التي كان الفريق يتعثر خلالها قبل أن يوفر الجهاز الفني الذي يصل متأخراً ما يتسبب في ارتباك الاستعدادات، ويبقى كارينيو وحده غير قادر على تحقيق طموحات النصراويين الجديدة، ما لم تتوفر له وللفريق بيئة العطاء المحفزة للنجاح بأدوات داعمة للعمل الفني، بعيداً عن التدخلات في عمل المدرب، ووفق نظام مؤسسي يحدد مهام الجميع في منظومة النادي، ويعتمد على فرض الانضباط قبل كل شيء. Your browser does not support the video tag.