يصادف هذا العام الذكرى المئوية لتأسيس سلاح الجو الملكي البريطاني، حيث تم تشكيله أواخر الحرب العالمية الأولى، وفي غضون احتفالنا بهذه الذكرى في المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية عبر مجموعة من الفعاليات، فإنني أتأمل في التاريخ القوي بين القوات الجوية البريطانية والسعودية، إنها علاقة وشراكة قائمة على التهديدات والقواسم المشتركة الخاصة بالمعدات والبرامج، والآن القوة البشرية التي تعمل على طائرات الطرف الآخر وتدريب الأفراد من كلا الطرفين. أصبح سلاح الجو الملكي البريطاني أول خدمة جوية مستقلة على مستوى العالم منذ 100 عام مضت، ويعد الأحدث ما بين خدماتنا إلا أنه ما زال في طليعة الدفاع في المملكة المتحدة، إن دفاعاتنا الجوية في حالة استنفار دائم في المملكة المتحدة، علاوة على مهامها ضمن حلف الناتو وعبر أقاليمنا الواقعة فيما وراء البحار، مستجيبة للتهديدات الناجمة عن الدول أو الإرهاب الدولي، حيث يستجيب سلاح الجو البريطاني إلى أي تحديات تواجهنا، وسيستمر في العمل عن كثب مع البحرية الملكية والجيش البريطاني، وهما الخدمتان اللتان تم تشكيله من خلالهما منذ قرن مضى، تمنح الذكرى المئوية لسلاح الجو الملكي البريطاني فرصة فريدة للاحتفاء بماضينا والاحتفال بالنجاحات المستمرة. أرى في المملكة العربية السعودية الفخر الواضح والمشابه بكل من القوات الجوية الملكية السعودية وقوات الدفاع الجوي الملكي السعودي، حيث تضطلعان بذات الأدوار المتعلقة بالردع والاستجابة للتهديدات الجوهرية، كما يفعل سلاح الجو الملكي البريطاني، كما أرحب بالحماية التي يقدموها إلى المملكة، وأستفيد من ذلك إلى جانب ما يزيد عن 30000 مواطن بريطاني يعيشون في المملكة العربية السعودية. لقد كان من دواعي سعادتي الغامرة تمكننا من إحضار فريق السهام الحمراء إلى المملكة العربية السعودية العام الماضي، وجسد ذلك علاقتنا من خلال قيامهم بالعروض الجوية والتحليق تقريباً في أجواء دول الخليج كافة، وكانت المملكة العربية السعودية الدولة الوحيدة في جولة فريق السهام الحمراء التي استضافت عروضاً في كل من جدةوالرياض، وأيضاً الدولة الوحيدة التي احتضنت عرضاً للتحليق المشترك بين فريق السهام الحمراء وفريق الصقور؛ فريق العروض الوطنية السعودي. يعد فريق الصقور رمزاً لهذه الشراكة من حيث استخدام نفس النوع من الطائرات، علاوة على المستويات العالية من التفاهم والاحترام. لدينا علاقات دفاع عريقة مع المملكة العربية السعودية في المجال الجوي، حيث بدأت بالطائرات من طراز لايتيننج، واستمرت إلى وقتنا الحالي وصولاً إلى الدعم المتواصل، حيث يتم تشغيل المعدات البريطانية من قبل القوات الجوية الملكية السعودية. لقد أدت هذه العلاقة إلى جعل القاعدة الجوية نورثولوت المكان البديهي لزيارة سمو ولي العهد خلال الفترة التي قضاها في المملكة المتحدة الشهر المنصرم، وفي استضافة معالي وزير الدفاع البريطاني تمكن صاحب السمو الملكي ولي العهد من لقاء المتدربين البريطانيين والسعوديين ومنتسبي الخدمة من الرجال والنساء والطلاب من الضباط العسكريين خلال المراحل الأولى من حياتهم المهنية في سلاح الجو الملكي. وإذ تجدر الإشارة إلى أنه قد تم توقيع الاتفاقات ذات الدلالة الكبيرة في قاعدة نورثولوت الجوية التابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، بما في ذلك اتفاقات نقل التكنولوجيا، تدعم المملكة المتحدة بصورة نشطة برنامج الإصلاح السعودي المنبثق عن رؤية 2030، ويشمل ذلك مجالات الدفاع التي يمكننا من خلالها زيادة إنتاج المعدات الدفاعية داخل المملكة، كما تغمرني السعادة البالغة للقيام حالياً بتجميع الطائرات من طراز هوك في المنطقة الشرقية، إن السماء تمثل حقاً حدود التعاون بين قواتنا الجوية الأكثر احتراماً. * السفير البريطاني لدى الرياض Your browser does not support the video tag.