أكد مختصون يمنيون أن المملكة من حقها الدفاع عن نفسها وعن الدول العربية من سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية على اليمن، مؤكدين أن إطلاق الميليشيا للصواريخ الباليستية تهدف لنسف جهود الأممالمتحدة الساعية لإحياء المسار السياسي لإنهاء الحرب الانقلابية، مشيرين إلى أن التحالف بقيادة المملكة فتح الخطوط الإنسانية للشعب اليمني، على عكس الميليشيا التي نهبت المساعدات وسرقت أموال الشعب اليمني، وتسببت في التجويع، وشردت الملايين من أبناء الشعب اليمني. وقالت المحللة السياسية اليمنية الدكتورة وسام باسندوة ل"الرياض": إن هدف المملكة في اليمن هو الاستقرار والأمان، ومنع ميليشيا الحوثي التي تتلقى الدعم والتدريب من الحرس الثوري الإيراني من السيطرة على اليمن، والعارفون والمتابعون للحركة الحوثية وتمددها يعلمون جيداً أن هذه الجماعة تحمل مشروعاً أكبر بكثير من حدود اليمن، وأنها تنفذ أجندة إقليمية للدولة الإيرانية الإرهابية، وإحدى أذرع إيران بالمنطقة العربية، وأن اليمن بالنسبة لهذا المشروع مجرد خط مرور ينطلقون منه للسيطرة على المنطقة العربية ومعاداة كل ما هو عروبي. وأضافت أن موقف المملكة لم يكن غريباً بل هو متوقع ومأمول من الوقوف مع أشقائهم وجيرانهم في اليمن، ليس فقط في مجال المساعدات الإنسانية بل حتى في مجال المواقف السياسية والدعم العسكري، فالدور السعودي في اليمن كان دوماً عامل استقرار يمنع انزلاق اليمن للفوضى، وهو ما تجلى عبر المبادرة الخليجية في 2011 على سبيل المثال، وحتى انطلاق عاصفة الحزم كان دعماً للسلطة الشرعية التي واجهت انقلاباً أخرق غير مسؤول، ودعماً للدولة في مواجهة الميليشيات، والمؤكد أن الدعم الإنساني لليمن يمثل صفحة بيضاء أخرى من صفحات مملكة الإنسانية. وحملت باسندوة الجماعة كامل المسؤولية عن الأوضاع الإنسانية المتدهورة في اليمن، التي وصلت لحد الأزمة الخانقة، فملايين اليمنيين اليوم بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة وماسة، فهذه الميليشيا الإرهابية تحاصر اليمنيين وتسرق المساعدات وتبيعها في السوق السوداء، بل وترعى بشكل رسمي السوق السوداء، وتعطل وصول المساعدات الإنسانية للمستحقين، ثم تعود وتتباكى دولياً، وتتذرع بالأزمة الإنسانية، ناهيك على أنه لولا الانقلاب المشؤوم لما كنا وصلنا لهذه الأزمة الإنسانية، بل ولكان اليمن واليمنيون ماضين اليوم في استكمال ما بدؤوه بالمرحلة الانتقالية من إقرار دستور، والولوج لمرحلة البناء والإعمار. وبينت أن هذه الميليشيا قدمت من الكهوف، وسيطرت كما تعتقد على دولة، ونهبت مقدراتها، لذا فإن الحرب هي الوقود الذي تقتات منه هذه الميليشيا الإرهابية لاستمرارها، بينما الوصول لحل سياسي يعني بالنسبة لها تخلياً عن مكتسباتها، خاصة أنها حتى على المستوى السياسي لا تمثل سوى أقلية من المؤدلجين بفكر الجماعة، ولا حاضنة ولا امتداد شعبياً لهم في صفوف اليمنيين، لذا سيبقون دوماً يسعون لتعطيل أي حل سياسي، ووضع العراقيل أمامه، وشددت على أن إطلاق الحوثي للصواريخ على المملكة محاولة لنسف جهود الأممالمتحدة التي تسعى إلى حل سياسي ينهي الحرب الانقلابية. وأكد الناشط السياسي والحقوقي اليمني محمد قشمر أن هدف ميليشيا الحوثي وقائدهم الإرهابي عبدالملك الحوثي من إطلاق الصواريخ على المملكة عرقلة الحلول السياسية، فهي جماعة تحت سيطرت إيران والقرار بيد نظام الملالي في طهران، فهي قبل أيام هاجمت المبعوث الأممي الخاص لليمن مارتن غريفيث فور وصوله اليمن، وذلك من أجل إفشال تحركات ومساعي المبعوث الأممي الجديد، والتأكيد على إفشال عملية السلام، وعدم الانخراط في أي عملية سياسية. وأضاف أن المملكة عملت منذ العام 2011م مع شركائها في مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأميركية لضمان نقل سلمي للسلطة في اليمن، مما أدى ذلك إلى التوصل لاتفاق حينها، وحوار وطني في العام 2013م، لكن ميليشيا الحوثي الإرهابية نكثت جميع المواثيق والعهود. وقال: إن المتتبع لتاريخ الحوثيين في اليمن في الفترة الزمنية المعاصرة يتأكد من أنهم جماعة سلالية لا تعترف بأي عهود أو مواثيق قد تتعارض مع مصالحها الشخصية أو المذهبية أو السلالية الضيقة، وعليه فإنها لم تسجل في تاريخها حتى اليوم ما يؤكد أو يبين أنها قد تحترم العهود والمواثيق بأي شكل من الأشكال، نكثهم للعهود والمواثيق دائماً من بداية استيلائهم على محافظة صعدة وانتهاء باتفاق السلم والشراكة الذي وقعوه بالقوة مع الرئيس هادي، ونكثوه رغم أنهم من صاغوه، ولكنهم يطمعون بكل شيء وعلى حساب كل شيء. وعلى الرغم من أن القضية اليمنية معقدة إلا أن المملكة قدمت الكثير في الجانب الإنساني، حيث يعلم الجميع أن المساعدات الإنسانية لليمن تجاوزت العشرة مليارات دولار، وأيضاً الجميع يعلم أن هذه المساعدات تشمل كل الأرض اليمنية بما فيها تلك الواقعة تحت سلطة الانقلابيين، وموقف المملكة في هذا الصدد يبين أنها لا تكل ولا تمل من مد يد المساعدة الإغاثية لليمنيين في كل مكان، ولو أن هناك قصوراً بآليات التوزيع قد تكون المشكلة واقعة على عاتق الشركاء المحليين خصوصاً في المناطق المحررة، رقعة الفقر والجوع والمرض تتسع يوماً بعد يوم، والعالم أجمع يقدم اليسير جداً كمساعدات، وأعتقد أنهم يتكلون بشكل كلي على ما تقدمه المملكة من مساعدات، وهذا خطأ فادح تقع فيه الدول المانحة والمنظمات الإنسانية. وبين أن تاريخ المملكة الإنساني ناصع البياض، وهي أكبر مانح منفرد للمساعدات الإنسانية في اليمن، وتملك مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وقد أكدت تقارير أنه منذ أن تأسس العام 2016م قدم أكثر من 230 مشروعاً مستمراً، تبلغ قيمتها أكثر من 761 مليون دولار، واستفاد منها أكثر من 121 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، فهنا نتحدث عند دولة سخرت أموالها لدعم الشعوب، وليس لدمارها، فأي دولة تقوم بها سوى المملكة الشامخة!، وهي التي تعد المرتبة الثالثة عالمياً من حيث كمية المساعدات والإغاثة الإنسانية والتنمية المقدمة للاجئين، وخلال العقود الأربعة الماضية وصلت معونات المملكة إلى ما يزيد على 139 مليار دولار أميركي في جميع أنحاء العالم أجمع، فكيف لهذه الميليشيا التي دمرت اليمن، ونهبت حتى المساعدات الإنسانية المقدمة من كل المانحين أن يسمح لها أن تتحدث عن العمل الإنساني؟!. وأضاف: قامت هذه الميليشيا الإرهابية بالاستيلاء على أكثر من 63 سفينة إغاثية من تاريخ استيلائهم على السلطة، وهذا العدد يعتبر مهولاً أمام الكم الهائل من الجائعين والمحتاجين داخل اليمن عموماً، كما تم رصد مصادرتهم لحوالي 550 قافلة إغاثية، كما أكد القائمون على توزيع المساعدات الإنسانية المقدمة من مركز الملك سلمان أن 80 % من تلك المساعدات تذهب إلى المحافظات الخاضعة للحوثيين كعمل إنساني، ليقوم الحوثيون بالسيطرة والاستيلاء على أغلب تلك المساعدات، كما تقوم تلك الميليشيا بنهب المساعدات المقدمة من المنظمات الدولية كاليونيسف في بلاد الروس على سبيل المثال وليس الحصر، كما أن المساعدات المقدمة من مركز الملك سلمان، والتي تم توزيعها عن طريق منظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسف، وتقدر ب 64 مليون دولار دخلت عبر ميناء الحديدة والواقع تحت سيطرتهم تم مصادرتها؛ وذلك لتمويل حربهم القذرة ضد اليمنيين، وهناك الكثير من الحالات التي تم رصدها على مستوى المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم. وذكر أن التحالف بقيادة المملكة تمكن من منع الجماعات الإرهابية كداعش وتنظيم القاعدة من أن يجعل اليمن مكاناً آمناً لهم، على عكس ميليشيا الحوثي الإرهابية التي ساهمت في ظهور تلك الجماعات، ودعمها من أجل أن توفر له غطاءً إقليمياً ودولياً يتحجج به في حربه ضد اليمنيين، وتتخذ هذه الميليشيا ذراع إيران في اليمن نفس النهج الإيراني في توفير الغطاء لتلك لجماعات؛ لاستخدامها كما تريد في الوقت الذي تريد، والتحالف والقوات الشرعية اليمنية بذلوا جهوداً جبارة في مكافحة تلك الجماعات الإرهابية، ولكن لن يتوج الأمر بالنجاح التام إلا إذا تم القضاء على الحوثيين كحركة إرهابية تساوي، وقد تفوق في إجرامها تلك الجماعات الإرهابية التي لا تمتلك ربع الإمكانات العسكرية التي تمتلكها الميليشيا الحوثية والتي تمول أيضاً تلك الجماعات كداعش أو القاعدة أو غيرها. وأشار إلى أن الحرب في اليمن تؤثر على الجميع، وللمملكة حق في الدفاع عن نفسها وعن الدول العربية؛ لمنع هذه الميليشيا المدعومة من إيران من السيطرة على اليمن، وميليشيا كميليشيا الحوثي التي تنتهج أسلوب الغدر ونكث ونقض المواثيق والمعاهدات لا يمكن أن يصل المجتمع المحلي والإقليمي معها إلى طريق سياسي أو أرضية مشتركة، خصوصاً ونحن نعلم أن قرار جماعة الحوثي الإيرانية الإرهابية ليس بيدها، ولكنه مرتبط بالقرار الإيراني الذي يسعى دائماً إلى زعزعة الأمن في المنطقة عموماً، وبالتالي فإن كل المحاولات التي تمت برعاية دولية باءت حتى الآن بالفشل؛ بسبب تعنت الحوثيين وارتهانهم للقرار الخارجي الإيراني، الذي يرفض أي تنازل من أجل اليمن واليمنيين، والحقيقة أن الميليشيا الحوثية من الناحية العقائدية تؤمن أنها صاحبة حق إلهي بالسلطة والحكم، وهذا أيضاً يعتبر من أهم العوائق أمام الحلول السياسية. شخصياً أرى أن الحل الأمثل هو القضاء على هذه الميليشيا كقوة عسكرية طائفية، ثم سيأتي بعد ذلك الحل السياسي الذي ننشده جميعاً. وسام باسندوة محمد قشمر Your browser does not support the video tag.