تعليقاً على نجاح برنامج "من الصفر" على قناة "MBC" اقترح الزميل خالد العلكمي وبدعابة على الزميل مفيد النويصر: أن يلتفت إلى قصص أخرى ومختلفة ولكنها عكس منهجية برنامجه الحالي، بحيث يتناول شخصيات كانت من أصحاب المليارات والملايين وانتهت إلى الصفر أو أقرب منه، لأن عرض قصص هؤلاء فيها إثارة وعبرة أكبر، وهم كعدد أكثر من أصحاب مرحلة من الصفر!. قبل فترة انتشر مقطع لحلقة من برنامج مؤثر قريب نوعاً ما من فكرة العلكمي، ولكن ليست في تناولها كاحترافية النويصر في برنامج "من الصفر"، جاسم المطوع الملياردير الكويتي أو فارس سوق المناخ، بعد أن كان يصنف في الثمانينيات الميلادية ضمن أغنياء العالم وبثروة تتجاوز في ذلك الحين تقريباً 40 مليار ريال، ووصلت القصص المثيرة عنه أنه كان يبدل سياراته الفارهة من ماركة روز رايز على حسب لون ثوبه، إلى أن ظهر علينا وهو يتحدث عن إفلاسه ووصول الأمر إلى العيش على مكافأة من الدولة له ولعائلته لا تتجاوز 6000 ريال، ولا ننسى الملياردير السعودي الأشهر عدنان خاشقجي -رحمه الله- وقصص ثرائه الفاحش وعلاقاته الشهيرة مع كبار رجال السياسة والمال ونجوم السينما وكيف تحولت المليارات بعد ذلك إلى حالة من الإفلاس محزنة ومؤلمة في تفاصيلها، والكثير من الشخصيات التي تشابه المطوع وخاشقجي المعروفين وغير المعروفين، ومن تحتضنهم السجون بعد أن احتضنتهم طائراتهم الخاصة وقصورهم الفارهة!. البرامج التلفزيونية التي تناول قصص النجاح الخاصة بشخصيات انتقلت من الفقر إلى الغناء الفاحش بعصامية، قد لا تجد أحياناً رغبة شعبية من الكثير من المشاهدين، لحالة شعورية لدى المشاهد من أول وهلة أن ما حدث لهؤلاء اعتمد على الحظ أحياناً، وهم شخصيات عددهم ليس بالكبير، وأحياناً عدم ثقة بالبرنامج لكونه قد يكون هدفه التلميع أو سرد سيرة شخصية قد لا تعني إلا صاحبها والقريبين منه، هنا الأمر اختلف مع تميز مفيد النويصر، لأنه ركز على الجوانب الإنسانية بشكل أكبر من الجوانب المادية الأخرى كالمنصب أو الثراء من بعد الحاجة، وصعوبة التجارب الإنسانية وعظمتها أنها تحتاج إلى حرفية إعلامية وسيناريو مختلف وغير مباشر، كما هو الحال مع أغلبية الشخصيات التي تناولها "من الصفر"، فالأمر ليس مجرد سرد قصة شاب فقير تحول إلى الغنى أو من راعي أغنام إلى مرتبة وزير مهم، ما شاهدناه بصورة جلية الجوانب الإنسانية التي كانت المحطة الأهم بالبرنامج وحققت له التميز.