نظم المتحف الوطني وبالتعاون مع جمعية الثقافة والفنون، ممثلة في ملتقى(رواق فنون) محاضرة بعنوان ( آفاق السياحة الثقافية في المملكة العربيةالسعودية.. الفن الصخري أنموذجاً)، شارك فيها نخبة من علماء الآثار ومسؤولون، ومحاضرون وطلاب وطالبات الجامعات وفي مقدمتهم طلاب كلية السياحة والآثار وكلية الآداب قسمي الإعلام والجغرافيا بجامعة الملك سعود بالرياض. واستعرضت المحاضرة التي قدمها د. بدر بن عادل فقير الأستاذ بجامعة الملك سعود، وأدارها د، سعيد السعيد عميد معهد الملك عبدالله للدراسات والبحوث الاستشارية بجامعة الملك سعود، تراث وتاريخ المملكة الثقافي الذي يجسد العمق الحضاري لهذه البلاد عبر حقب التاريخ المختلفة. وتناولت المحاضرة التي أقيمت بقاعة التوحيد بالمتحف الوطني مؤخرا، آفاق السياحة الثقافية في المملكة عبر سلسلة من المحاور، شملت محور الشخصية الجغرافية لجزيرة العرب وعبقرية المكان كموقع إستراتيجي مميز، ومحور خاص عن العناصر الجوهرية للتراث الثقافي في الجزيرة العربية منذ العصور الحجرية وحتى العصر الحديث، إلى جانب محور النقوش والرسومات الصخرية في المملكة والجزيرة العربية بوصفها شواهد حضارية ناطقة بريادة أمتنا في المجالات كافة. وركز المحاضر على فنون النقوش الصخرية وتطورها ودلالاتها المكانية والتاريخية، متناولاً الموضوعات والأنشطة التي تجسدها هذه الرسوم وتقنياتها، وعبقرية إنسان هذه البلاد في تطويع البيئة وتوظيفها في الأنشطة الحياتية المخلتفة، الاجتماعية والثقافية والاقتصادية. وقال إن الشخصية الجغرافية وعبقرية المكان والموقع الإستراتيجي للمملكة وبيئاتها الجاذبة، كل ذلك أسهم في أن تكون هذه البلاد مقر استيطان بشري ومنشأ حضارات عريقة تلاقحت على أرضها وعبرت إلى دول العالم المختلفة. وقدم فقير سلسلة من النماذج للرسوم والنقوش الصخرية، لا سيما التي تعكس حضارة وتاريخ الممالك العربية المبكرة، مشيراً إلى الكتابات واللغات والتماثيل والمعثورات الأثرية التي عبرت عن أنشطة إنسان هذه البلاد في المجالات كافة، بما في ذلك الأواني المنزلية وآلات الزراعة والصيد، والرقص والغناء، ورسومات الأشكال البشرية والحيوانية والأزياء، ومناسبات الأفراح والمبارزة والقتال، متناولا تطور الفنون الصخرية من عصر إلى آخر، بما في ذلك آثار العصور الإسلامية التي ركز فيها على تطور العمارة واللغات والكتابات، والخط العربي،والمسكوكات والنقود، وآثار العصور الحديثة من المعثورات التي تعكس التراث الشعبي، وأنماط العمارة التقليدية والصناعات الشعبية والفلكور، ووسوم القبائل، وغيرها من الشواهد الحضارية التي تؤكد ثراء المملكة بالموروث الحضاري. وقال: إن ما تحتضنه المملكة داخل أرضها من كنوز حضارية لم يكتشف بعد، رغم الجهود المبذولة من الدولة وفي مقدمتها الهيئة العامة للسياحة التراث الوطني،داعياً إلى توظيف طاقات الجميع لاكتشاف هذه البلاد وإبراز بعدها الحضاري محلياً واقليمياً ودولياً. وقال إن المملكة مقبلة على تحول كبير في توطين السياحة وتطويرها، موضحاً أن نجاح القطاع السياحة وازدهاره يكمن في عبقرية المكان وتوافر العوامل البيئية والثقافية والاقتصادية وأن هذه العوامل متوافرة في بلادنا. مضيفاً أن السياحة الثقافية على وجه الخصوص قابلة للازدهار بشكل مذهل وذلك لعدة أسباب من بينها أن السائح الثقافي قد يأتي إلى المملكة لممارسة أنشطة مختلفة ومهام في مجالات عدة، ويستمتع بممارسة السياحة الثقافية في الوقت ذاته، لأنها سياحة مربوطة بالاطلاع والمعرفة والتثقيف عبر الكتابة والنقوش والرسوم المتوافرة في أنحاء المملكة المختلفة. ودعا فقير إلى تشكيل فريق متكامل من المختصين والخبراء من مختلف التخصصات ذات العلاقة بالتراث الثقافي، للعمل على تأسيس موسوعة علمية تسهم في إبراز مقومات المملكة الحضارية والثقافية. Your browser does not support the video tag.