خصصت الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني 21 جلسة علمية في ملتقى آثار المملكة الذي سينطلق الثلاثاء القادم برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالرياض، ويتضمن عدداً من الفعاليات المتنوعة والمعارض المتخصصة الموجهة للمواطنين. ويشارك في الجلسات التي ستعقد في مكتبة الملك عبدالعزيز بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي عدد من أساتذة الآثار والمتخصصين في الآثار بالمملكة، إضافة إلى نخبة من علماء الآثار البارزين على مستوى العالم. ويستعرض المشاركون في جلسات الملتقى، وعلى مدار ثلاثة أيام، عددا من البحوث العلمية عن واقع الآثار في المملكة العربية السعودية، التي تشكل معبراً للهجرات البشرية المبكرة، وجسراً للتواصل الحضاري من شرق إفريقيا إلى قارات العالم القديم. ويقدم المؤتمر العلمي الذي سيقام على هامش الملتقى أوراقاً علمية تغطي جميع الفترات التاريخية من فترة ما قبل التاريخ حتى نهاية القرن الرابع عشر الهجري - 20م، حيث تشمل محاور المؤتمر العلمي، آثار ما قبل التاريخ، والرسوم الصخرية، وطرق التجارة والحج، وآثار الجزيرة العربية قبل الإسلام، وآثار العصور الإسلامية، والعمارة والفنون، والآثار الغارقة، والكتابات القديمة والإسلامية، ومواقع التراث الشفهي، إضافة إلى تنظيم ورش عمل تناقش عدداً من القضايا المحددة في مجال الآثار، مثل التقنيات الحديثة في مجال الآثار، ودور الإعلام والمواطن في التوعية بأهمية الآثار، وحماية الآثار (الأنظمة والتشريعات، التأهيل والتطوير، البحث العلمي، التجارب الدولية)، وتزوير الآثار والكنوز المزعومة، والهوية والتراث الوطني، والآثار والمستقبل. وتتناول جلسات الملتقى الأول لآثار المملكة، عدداً من البحوث العلمية المتعلقة بطرق التجارة والحج التي سلكها المسلمون الصينيون عبر العصور، ومقابر مدائن صالح وتاريخها، إلى جانب أسباب تدهور الحالة الإنشائية لمباني جدة التاريخية، والدلالات الحضارية ل "فخار حضارة العُبيد" في شبه الجزيرة العربية، إضافة إلى الصلات الفنية بين الجزيرة العربية ومصر في العصر الهلينستي، والتطورات الحديثة في فهم ما قبل التاريخ في المملكة العربية السعودية. ويأتي من ضمن هذه الجلسات، ملخص علمي حول موقع العيينة الأثري في الشمال الغربي للمملكة، الذي يعود إلى العصر الحجري الحديث، إلى جانب استخدام تقنية الرادار الأرضي في تحديد موقع الخندق بالمدينة المنورة كأثر إسلامي عظيم، إضافة إلى استعراض بعض النقوش النبطية والثمودية واللحيانية بالمملكة، مروراً بالدلالات الآثارية المعمارية لأعمال الخليفة العباسي المهدي بالحرمين الشريفين، واستعراض موروث العمارة السكنية بالجزيرة العربية ودوره في عمارة الدور السكنية بفسطاط مصر، إلى جانب الجلسة العلمية المتعلقة بمناقشة دور الجامعات في مجال الاهتمام بالآثار الوطنية. وسيجري خلال الجلسات العلمية تحليل موجز عن الأعمدة الحجرية المنصوبة في شمال غرب المملكة ودلالاتها الحضارية، إلى جانب الدلالات البيئية والثقافية لهيئة الأسد في الفنون الصخرية بالمملكة، إلى جانب مداخلات علمية تتحدث عن الحماية الجنائية لآثار المملكة وترميم وصيانة المواد الأثرية والتراثية في المملكة. كما يعدّ المؤتمر تجمع علمي للمختصين والمهتمين بآثار المملكة واطلاعهم على جميع المشاريع وإبراز نتائجها، فضلاً عن مناقشة مجموعة من المواضيع المختلفة وفق المحاور التالية: العصور الجيولوجية وآثار ما قبل التاريخ، الرسوم الصخرية، طرق التجارة والحج، آثار الجزيرة العربية قبل الإسلام، آثار العصور الإسلامية، العمارة والفنون، الكتابات القديمة والإسلامية، الآثار الغارقة، ومواقع التراث الشفهي. وبلغ عدد الملخصات التي قامت اللجنة العلمية بتحكيمها قرابة 250 ملخصاً، وتم قبول 104 ملخصات منها، كما يحتوي الملتقى العلمي على عدد من الورش العلمية المصاحبة، وهي: الترميم والتقنيات الحديثة في مجال الآثار، دور الإعلام والمواطن في التوعية وتعزيز الهوية الوطنية، حماية الآثار "الأنظمة والتشريعات، التجارب الدولية"، الآثار والمستقبل وفرص العمل في التراث الثقافي. ويشارك في المؤتمر العلمي العديد من خبراء الآثار من مختلف دول العالم ومختلف الجامعات والهيئات والجهات الرسمية والمراكز البحثية المتخصصة في الآثار.