لم أعجب أبداً من ذلك الهجوم الذي تعرض له كتاب (تبون شي والا آش) والذي استهدف شخص "أبو جفين" صاحب الكتاب، وقام الكثيرون بوصفه بأنه عديم الثقافة وصغير السن، وانتفض دعاة الغيرة على الورق وتباكوا على الأشجار التي أُقتطع جزء منها لصالح الكتاب المذكور. اتضح لي أننا نحتفل بالاسم أكثر من الفكر، وننتقد كل عقلية جديدة تأتي بما لم نجد عليه آباءنا وأجدادنا الأولين. فلماذا يا أصدقائي نتهم أبناءنا بأنهم يهتمون بالمشاهير ولايهتمون بالمحتوى؟ ونحن نفعلها الآن، ونستبق الحكم على الكتاب ونحن لم نقرأه بعد، والأدهى من ذلك هو هذا الكم الهائل من السخرية من هذا الفتى! ألم يظهر هذا الابن من بين ظهرانينا؟! إنه وليد مجتمعنا وتأثر بنفس فكرنا واحتفائنا بالاسم والشهادة والأصل وووو.. الخ من المظاهر. أنا لستُ ضد النقد والتوجيه للكتاب ولغيره ولكن ضد الهجوم بهذه الشراسة والحدة. وفِي آخر الأمر أنت حرٌ أن تمد يدك لرفوف المكتبة وتقتني الكتاب الذي تريد، أنت تملك عقلك وتوجهه لما ترغب، لكن ليس من حقك تكميم أفواه أو أقلام الآخرين. أكثر ما يثير عجبي أننا لم نر من ينبري ليقول ويشرح: كيف أن الحضارة الغربية تحتفل بأبنائها وإنتاجهم العلمي أو الأدبي وإصدارهم للكتب في سن صغيرة، والتغني بالحرية الفكرية للطفل أو الفرد في الدول المتقدمة تلك! علينا أنْ نستوعب أنّ هذا الجيل الجديد من أبناء الوطن يختلف تماماً في توجهه ويرفض الانسياق لعقليتنا القديمة وهذا أمر صحي وجيد ينبغي أن نتفهم طبيعة المرحلة المتطورة التي يمر بها هذا الجيل الذي استيقظ فكره على المعلومة السريعة والصورة العابرة للحدود وكسر قوانين المستحيل. إن الأطفال والشباب هم الثروة الحقيقية للوطن وواجبنا الوطني أن نشجعهم ونساعدهم لبلوغ هدفهم أو على الأقل نكف عن ترويعهم بعبارة "أنت لسا صغير". Your browser does not support the video tag.