خلال اليومين الماضية تجاهل الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي كل ما تقدمه دور النشر الحاضرة من كافة أقطار الوطن العربي من إنتاج أدبي وثقافي وعلمي في معرض الرياض الدولي للكتاب وتم التركيز على أسم نجم السوشيل ميديا "ابو جفين " بعد إصداره كتابه "توصون شي ولاش" وأنساق الكثير للتقزيم من أهمية المعرض ونقد محتوى الكتب بشكل عام، بل تجاوز الأمر ذلك بكثير وطالب البعض بمنع كتاب ابو جفين على الرغم أنه تم الفسح له من قبل وزارة الثقافة والإعلام بعد إستيفائه كافة الشروط الشاعر المعروف فهد عافت كتب مقالاً أكد من خلاله دعمه لحركة الطباعة، والإصدارات الورقيّة مهما كلّف الأمر، ومهما تدنّى المحتوى، وأكد أن الكتابة حريّة، والقراءة حريّة، وهذا أجمل وأطيب وأرق وأعمق ما فيهما، ولا يمكن أنْ يكون المنع والإقصاء وتكميم الأفواه حلاً، ولكنه في نفس الوقت وعبر حسابه في تويتر أنتقد الكتاب وأكد رغم عدم قرأته له أنه "تافه" لأن الكاتب لا يملك ما يقدمه للمتلقي .. حسب وصفه ! وتحت تغريدته التي أنتقد فيها الكتاب، نشر متابع مقطع فيديو لجزء من نهاية إحدى أهم وأجمل قصائد فهد عافت حسب رأي الكثير من نقاد الساحة الشعرية، وهي قصيدة "كيمياء الغي" التي يقول فيها ارتكبتك وابتكرتك كيميا وغيّ تك تك مرحبا تك تك ومرٍ بي حبا تك تك قصيدة تك فوجهٍ طاعنٍ في اليتم تك ! ولك أن تتخيل عزيزي القارئ حجم الهجوم الذي تعرض له الشاعر، تعليقات تحتوي على صور مضحكة ومقاطع ساخرة وانتقادات لاذعة جداً ، هذه الحادثة تجعلنا نتوقف كثيراً عند قضية مهمة جداً وهي حرية التعبير والنشر وذائقة الجمهور الحقيقة أن لكل إنسان حرية التأليف وهو حق مكتسب ولكل دار نشر الحق في طباعة أي كتاب طالما أنه لا يخالف قوانين وزارة الثقافة والإعلام، وفي كل دول العالم تؤلف الشخصيات التي لديها ثقل معرفي وخبرات علمية وعملية وفي المقابل تؤلف أسماء لم تتجاوز سن الطفولة وتقدم إنتاج ضعيف وبفكرة سطحية وفي نهاية الأمر من يقرر تقدير ودعم الأول هو المتلقي ومن يرفع من شأن الثاني المتلقي أيضاً، باختصار الساحة تستوعب الجميع ويظل المعيار لدعم هذا أو ذاك ذائقة المتلقي، وفي زمن التواصل الاجتماعي لا مكان للوصاية على الناس وذائقتهم وليس من حق أي إنسان رفض أو منع أي عمل مهما كان لمجرد عدم اقتناعنا بالبضاعة أو صاحبها ، طالما أنه لم يخالف القوانين .. ومضحة : بالوعي نحارب الرديء وندعم الجيد !