مثلما يمارس بعض كبار السن على الصغار الإسكات والتهميش ومحاولة القمع وزرع الإحساس في نفوسهم بأنهم الأقل شأناً فهم لا يفقهون ولا يحق لهم إبطاء الرأي والمشاركة ؛ كل هذا يمارسه بعض المتكتلين على المرأة اليوم وطرقهم في هذا متعددة تصل بهم إلى حد القذف والوصم بأقبح التهم والأوصاف فيوجهون قذائف ألسنتهم وأقلامهم ضد الواحدة والجماعات من النساء الفاعلات كل منها في مكان عملها وخارجه والمتفاعلات مع القضايا الاجتماعية وإن كان ذلك القبح يفضح عقولهم وتوجهاتهم الفكرية الهزيلة وفي الوقت نفسه لا يؤثر على أولئك السيدات إلا أن هذا لا يكفي لأنه خطرة الأكبر ليس فردياً أو محصوراً في فئة دون أخرى بل هو عام على المجتمع كله . فهو يبطئ حركة العجلة التي تدور بلا توقف رغم محاولة عرقلتها مرة بعد مرة بكل ما أوتوا من قوة ورغم وجود أتباع لهم حفظوا اسطوانة واحدة من الأقوال يعيدونها كل مرة على مسامعنا بلا كلل ولا ملل ومن خصائص الأسطوانة المشروخة أن تظل تعيد وتعيد ما خزّن فيها إلى أن يقوم أحد ما بإيقافها أو إصلاحها 0 الآن أصبحت تلك التكلات تصدر ضجيجاً عالياً ومتنوع النغمات لأنها اصبحت تدرك ضعف موقفها وتدرك أن كثيراً من الأتباع قد انكشف عن أبصارهم وبصائرهم ذاك الغطاء الذي ظلوا يمارسون إلقاءه على أعينهم لسنوات . كل يوم يتعرض كاتب أوكاتبة لحملة ضده في موقع (تويتر) في محاولات متتابعة لإقصائهم بعد الإساءة إليهم ولكن الشمس لا تغطى بغربال ومن يهاجم من الكتاب يهاجم لأنه لا يطرح إلا الحقائق الموجعة في الوقت الذي يستبسل أولئك لتكميم العقول قبل الأفواة . ولكنه زمن وانتهى ولن يرضى المجتمع بعودته ثانية مهما حاول من يحاولون لأن المجتمع بدأ يفيق من غيبوبته . عندما كتبت في الأسبوع الماضي مقالاً لم يعجبهم تحت عنوان ( هل الدولة ضد الدين ؟) انبرت جماعة منهم ومنهن في محاولات متتابعة لنيل من عقلي والحقيقة بشتى الطرق فاحداهن تكرر التهمة نفسها التي توجه لمثير من الكاتبات والكتاب وهي أن كل رأي يصدر منا هو هجوم خال من التمييز !! فماذا يسمى اذاً تصرفهم الجماعي -وهم في الغالب من أصحاب الأسماء المستعارة - والذي يتركز في محاولة التقليل من شأن الآخرين بكل وسيلة . ومن ذلك المقال لم يلفت نظرهم سوى كلمة الإرهاب فتركوا كل المقال واصطفوا عن تلك الكلمة وكأنهم ذاك الذي شعر ببطحة على رأسه فأخذ يتحسسها . وعندما قلت بأن التنوير الفكري الاجتماعي لا تنصب له الخيام وتعقد له الجلسات بالكثافة نفسها للدعوات التي ظاهرها الدين وباطنها أشياء اخرى كثيرة من بينها العودة بالمرأة إلى الوراء وإلى ماقبل الإسلام قالت إحداهن : انظري إلى القنوات التلفزيونية التي تكرس لليبراليين ! متناسية القنوات الدينية والبرامج الدينية الكثيرة في تلك القنوات وفي غيرها وكنت أبحث في كل ما قيل عن شيء مفيد فلا أجد إلا محاولات مستمرة للتقليل من شأني للاستفزاز لا أكثر مثل اتهامي بالهجومية او بهزالة التفكير ولكنهم ولكنهن لم يفلحوا فانقلبوا خاسئين والمضحك أن هؤلاء إذا أردت ان تنهي الحوار معهم عادوا وهم يحاولون ايهامك من يقرأ بأنهم هم من سعى لإنهاء الحوار الذي ليس فيه من الحوار شيء يذكر !! لم أر من قبل مجموعة من الكتاب ينبرون للطفاع عن واحد منهم ولكن اصحاب ذلك الفكر التخريبي ما أن يمس لأحدهم مقال حتى تنادوا :فلان يعتدي فارجموه !! ولعل السبب هو عدم الثقة بما كتب وعدم الثقة بموقفهم في الأصل . كل يوم يتعرض كاتب أوكاتبة لحملة ضده في موقع (تويتر) في محاولات متتابعة لإقصائهم بعد الإساءة إليهم ولكن الشمس لا تغطى بغربال ومن يهاجم من الكتاب يهاجم لأنه لا يطرح إلا الحقائق الموجعة في الوقت الذي يستبسل أولئك لتكميم العقول قبل الأفواة . ولكنه زمن وانتهى ولن يرضى المجتمع بعودته ثانية مهما حاول من يحاولون لأن المجتمع بدأ يفيق من غيبوبته . Twitter: @amalaltoaimi