ياحائرَ الرأي بين الوصلِ والصدِ عِشْ في ضُحى القُرْبِ أو مُتْ في دجى البُعدِ صِلْ مَن تودهُ أو مِلْ عن مودَتِهِ إن الترددَ مهما طالَ لا يُجدي يا من تقول غداً في الأمرِ سوفَ أرى أيُّ الفلاحِ من التسويف تستجدي ما زلتَ والقلبُ يشقى في تردُّدِهِ تستذكرُ الشَوْكَ إنْ ذكِّرتَ بالوَرْدِ أراكَ تسعى بعزمٍ إن أردتَ به تسمو فللوَهْدِ أوْ تدنو فللنجدِ يا أيها الراغبُ الروَّاحُ في كَسَلٍ وأيها الراهبُ الغدَّاءُ بالجِّدِّ هلْ في تُقَاكَ اعتقادٌ لا يخالِطُهُ إذا نويت جهاداً شَكُّ مُرْتَدِّ فما انتفاعُ أخي الدنيا بناظرِهِ إذا استوى لهُ مُبيضٌّ بمِسْوَدِّ قد حارَ طرفُكِ في أَمْرينِ بينهما ما يطمسُ الفَرْقَ بين الغيِّ والرُشْدِ فكم نَأَى بكَ عَمَّا ترتجي رَهَبٌ فنازَعَتْكَ دواعي الشوقِ للوِرْدِ وكَمْ دَعَاكَ إلى ما تتَّقي رَغَبٌ فَمَانَعَتْكَ نواهي الخوفِ بالحَدِّ فلا على البُعْدِ خَفَّ المَنْعُ مِنْ زُهْدِ ولا على القُرْب كَفَّ الدَفعُ من وَجْدِ وأنت بينهما إنْ تَشْكُ بينهما وَدَدْتَ أنْ تجمعَ السيفينِ في غِمْدِ بلى كذلكَ قلبي يا لحيرتهِ سيَّان عنده ما يُنجي وما يُردِي كأنَّ حيرتَهُ أعمَتْ بصيرَتَهُ حتى بدا له مَنْ يغوي كَمَنْ يَهدي ومَنْ لبغيتِهِ ساعٍ بعفتِهِ فليس يعلمُ ما يخفي وما يُبدي يالحلوةُ المرَّةُ المضطرُّ قاصدُها ركوبَ كلِّ عسيرٍ مُهْلكٍ مُودي ميلي إليكِ كميلي عنكِ لي سكبا حلواً من الصِبْرِ أو مُرًّا من الشهدِ مابين ذاك وذا لي في المرادِ هوىً إذا هَمَمْتُ بأمرٍ مالَ للضِّدِّ مضناكِ يسبحُ بين الفرقدين فلا يدري بأيِّ سنا النجمين يستهدي في بحرِ حبِّكِ ألقاهُ تردده كالموجِ في حالتيهِ الجزرِ والمدِّ العزمُ يدفعُهُ والحزمُ يمنعُهُ تنازعاهُ كلا الأمرين بالشَدِّ الحرصُ ينهاهُ عمَّا الطيشُ يأمرُهُ وما سوى طاعة الحكمين من بُدِّ فَحَزْمُ رَهْبتِهِ ناهيهِ عنْ عُقَدٍ وعَزْمُ رَغْبَتِهِ داعيهِ للعَقْدِ قَدْ سَرَّهُ مِنكِ ما قدْ ساءَهُ فشكى طولَ الإقامةِ بينَ الأخذِ والرَّدِّ وساءَهُ مِنكَ ما قدْ سرَّهُ فبكى من حيرة القلبِ بين الفَرْطِ والقَصْدِ كَمْ صَيَّرَتْهُ الأماني حين طِرْنَ به يهفو لما عنهُ يجفو غامضَ القَصْدِ !! ومالَهُ منكِ في دنيا الهيامِ سوى بُعْدٌ على القُرْبِ أو قُرْبٌ على البُعْدِ مأسورُ حُبِّكِ يَشْقى دونَ غايَتِهِ يبقي الرِّحِاْلُ بلا حَطٍّ ولا شَدِّ بين المُنى والمنايا لا يَزَاْلُ لَهُ الموتُ في المَهْدِ مثل العَيْشِ في اللَّحْدِ لكنَّهُ والذي ولَّاكِ إمْرَتَهُ لا يستَقِرُّ بِهِ حُلْمٌ إلى قَصْدِ توعُّدٌ بالردى في النَحْسِ يرقبُهُ وموعدٌ بالندى يرجوهُ في السَعْدِ لا الموتُ أصدَرَ فِيهِ ما تَوَعَّدَهُ ولا المُنى أنْجَزَتْ ما كانَ مِنْ وَعْدِ شعر / مجدي الشافعي Your browser does not support the video tag.