وطن العمل والإنجاز والأمل يعيش أزهى مراحل تحول مكوناته الطبيعية والاعتبارية ومنظوماته العامة والخاصة وكافة قطاعاته الاقتصادية نحو مستهدفات رؤيته 2030، وطن كبير بقيادته وعزيز بشعبه وشامخ بتكاتفهما؛ وطن الطموح يستحق منا جميعاً مواطنة مسؤولة لأن الأهداف المرجو بلوغها والغايات المراد تحقيقها لا يتصور إدراكها إلا بتكامل أدوارنا، فلدينا جميعاً رجالاً ونساء، شيباً وشباباً، أفراداً ومؤسسات حكومية أو خاصة أدوار متنوعة ومسؤوليات عديدة تجاه أنفسنا وأسرنا ومجتمعنا ووطننا؛ فالوطن الذي نعيش فيه وننشد تطوره وازدهاره ورخاء وسلامة شعبه يحتاج منا جميعاً العمل والصبر ومواجهة التحديات بتكاتف وثبات من أجل تحقيق الآمال والتطلعات، فتحقيق المنجزات والمكتسبات لا يتأتى الا بإدراك ما تستلزمه المواطنة من تحمل للمسؤوليات عبر الالتزام بالنظام والتقيد بالتنظيم وانضباط للسلوكيات. إن لكل مرحلة معطيات ومتغيرات وتحديات تستوجب علينا اكتساب أدوار جديدة وفرض سلوكيات رفيعة تهذب طبائع البشر كي تضبط اتجاهاتها وتوجه مساراتها وتحفظ توازنها وتحكم مسيرتها في التعامل سواء فيما بينها أو مع غيرها؛ فالرقي والتقدم الحضاري يقتضي انضباط المسار وتوازن المسيرة وتهذيب السلوك وعلو الذوق والتعامل الراقي من أجل حياة هادئة ومجتمع سعيد، والتعامل المنظم القائم على سلامة التقدير وحسن الأدب يتحقق بالنظام والانضباط وحسن التنظيم وأناقة الترتيب وسلامة التقدير وجمال الذوق الذي يعكس أبهى صور المسؤولية الوطنية والمجتمعية وبالتالي يحفظ الفرد والجماعة؛ تلك هي شريعتنا السمحة وقيمنا العربية وتقاليدنا الوطنية التي تحث على النظام والانتظام والتعاون والكرم والاحترام والتقدير ومراعاة حقوق الآخرين مواطنين أو مقيمين أو زائرين. لقد ساهمنا جميعاً في بناء وطن نعتز به على الأصعدة كافة، وكنا وما زلنا وسنظل بعون الله مثالاً حقيقياً في تحمل المسؤوليات ومواجهة التحديات ومسايرة المتغيرات والمحافظة على المنجزات وإبراز الوطن على كل منبر بالشكل الذي يليق به، فالالتزام والاعتدال والتوازن والانضباط في السلوكيات والمفاهيم عبر التعامل الراقي هو المقياس لواقع المجتمع ودرجة وعيه ونضج ثقافته وعلو ذوقه وحسن أدبه؛ وعلى هذا الأساس نقول إذا أردت ربما أن تحكم على رقي مجتمع وتختبر أذواق الناس تأمل اثنتين في مجتمعهم: راقبهم عند قيادة السيارات ومدى الالتزام بقوانين القيادة في مواطن الزحام والسير والانعطاف والتجاوز ونحو ذلك؛ وراقبهم في مواقف الانتظار في الصفوف للحصول على خدمة ومدى الالتزام بأدب الاجتماع وانتظام الوقوف في الصفوف ومراعاة حقوق الآخرين واحترامها؛ ولهذا نقول إن في النظام والتمهل سلامة وحياة، وفي الفوضى والعجلة ندم وهلاك، واستنزاف لمقدرات الوطن، وكل ذلك مرتبط وجوداً وعدماً باحترام الأنظمة والتقيد بالتنظيم وانتظام المسيرة وانضباط الاتجاهات بين الناس في أي مجتمع. Your browser does not support the video tag.