عندما تسافر على الطرق السريعة سواء لوحدك أو بصحبة العائلة فإنك لا تجد ما يهون عليك مشقة السفر حيث لا يتوفر إلا محطات تزويد الوقود وبعض الاستراحات والمطاعم المتواضعة التي تقدم الشاي والشيشة والمشروبات الباردة، والغريب أن أصحاب الاستثمارات لا يزالون غائبين عن الطرق السريعة حيث لا نجد المطاعم الفاخرة ولا المقاهي أو المتنزهات الجيدة الخاصة بالعوائل والأطفال، بالإضافة إلى الغياب التام لورش صيانة السيارات وغيرها من الخدمات الأخرى. لا يوجد خدمات في البداية قال م. عطاء الله الشمري - عضو مجلس إدارة الهيئة السعودية للمهندسين -: حالياً لا أرى خدمات مقدمة على الطرق السريعة عدا بعض محطات الوقود وبعض المحلات التجارية والمطاعم التقليدية التي تفتقر لمستوى النظافة والعناية الصحية الكافية بسبب بعدها عن متابعة الجهات الرقابية. وطالب بالاستفادة من الخدمات البلدية في القرى والمدن التي تكون قريبة من الطرق السريعة من خلال تطوير محطات الوقود وإنشاء متنزهات ترفيهية وملاعب للأطفال، يستفيد منها المسافرون وسكان المناطق المحيطة بها كما يمكن إقامة مطاعم عالمية وموتيلات 3 نجوم على الطرق لراحة المسافرين سواء للاستراحة المؤقتة أو المبيت وتكون تحت إدارة وتشغيل شركات عالمية ومتابعة من الجهات الرقابية في المناطق القريبة من هذه الطرق. وأضاف: لا أرى صعوبة في استغلال الطرق السريعة خلال الأعياد والمناسبات بإقامة الفعاليات والمهرجانات للعوائل والأطفال فخلال شهر رمضان تكون هناك أنشطة توعوية وتفطير صائم على الطرق السريعة ومتى ما وجد المحفز والهدف يمكن تحويل المدن والقرى القريبة من الطرق السريعة لأماكن سياحية وترفيهية مما ينشط السياحة فيها، ونجد في السفر على الطرق بين المدن الأسيوية والأوروبية متعة لوجود الخدمات المميزة وأماكن الراحة وكثرة القرى الصغيرة ذات الطابع الريفي وكثرة المهرجانات الريفية خلال أيام معينة من السنة مما يحفز نمو المحتوى المحلي لتلك الدول، لذا نحن بحاجة لاستراتيجية وأهداف وأنظمة رقابية لخدمات الطرق السريعة لدينا بالمشاركة مع القطاع الخاص لزيادة فعالية المحتوى المحلي. استثمار مفقود من جانبه قال م.عبد الله الملحم - مستشار التخطيط والتطوير -: نصت رؤية 2030 للمملكة على تأسيس مجتمع حيوي واقتصاد مزهر ووطن طموح، ولما تتميز به بلاد الحرمين من اتساع جغرافي وتوافد للحجاج والمعتمرين بأعداد كبيرة على مدار العام، كان لزاماً أن تستثمر الطرق السريعة بين المدن وداخلها لتعكس وجهاً حضارياً واستثمارياً في ظل وجود خطوط مميزة وذات جودة عالية.. وفي الفترة الأخيرة بدأت بعض المحطات في تطوير منشآتها والارتقاء بخدماتها، لكن ما زال المسافر يبحث عن الأفضل، وهذا يتطلب وضع معايير صارمة تتميز بخدمات خلاقة تتماشى مع طموح الوطن والمواطن وتسعى لخلق استثمارات مميزة تفتح المجال لرفع معدلات التوظيف ودفع عجلة السياحة والترفيه على الطرق السريعة نحو بيئة مميزة. وأضاف أن الأفكار التي بدأت تظهر مؤخراً لتقديم خدمات جيدة يجب أن تدعم وتستغل لعكس صورة حضارية، كما يمكن دعم مشروعات الشباب في مجال عربات الغذاء "foodtrucks" ومنحهم أماكن مجهزة بأماكن جلوس ومتنزهات تحيي الطرق السريعة وتجعل المسافر ومستخدمي الطرق من سياح ومواطنين وزوار يستمتعون برحلاتهم، وكذلك خلق أماكن وقرى سياحية على الطرق السريعة وتفعيلها في المواسم والمناسبات الوطنية، مما يرفع الإقبال ويزيد العوائد الاستثمارية. وطالب بإلزام المستثمرين باستثمارات ناضجة وطموحة تلبي الرغبات الحالمة والتطلعات التنموية الرفيعة والمشاركة في المسؤولية الاجتماعية لتوازي التسهيلات التي تقدمها القطاعات الحكومية، فتظافر الجهود شرط رئيس للتغيير الإيجابي. خدمات ضعيفة وأكد د. منصور الجنوبي - عضو هيئة التدريس بجامعة شقراء - أن مقارنة الخدمات المقدمة في طرقنا السريعة مع دول أخرى قريبة وبعيدة من حيث توافرها وجودتها، نجدها ضعيفة جداً وغير كافية، فدورات المياه في محطات ومساجد الطريق، تبعث على الاستياء والضيق، رغم أن كثيراً من طرقنا هي ممرات دولية للكثير من الحجاج والمعتمرين والزوار والسائحين، وهي أول ما تقع عليه أبصارهم وأول تجارب يخوضونها للمرافق في بلادنا، وهي تجربة بلا شك غير محببة، وينبغي للجهات ذات العلاقة مثل وزارة النقل وهيئة السياحة ووزارة الشؤون الإسلامية، النظر بجدية في التعاون لدراسة هذه الخدمات وتشخيصها ودراسة الخدمات في بلاد أخرى ومقارنتها بها، ومن ثم بناء استراتيجية موحدة ومنسقة لتغيير واقع تلك الخدمات إلى الأفضل. وأضاف: لا شك أن للطرق السريعة رواداً يستخدمونها للتنقل بين أرجاء الوطن، ولذا فإن أي معلم أو حدث أو نشاط يتم عليها أو قربها سيلفت أنظارهم ويجذب انتباههم ويمكن أن يكونوا مستخدمين أو عملاء أو زبائن محتملين لأي نشاط من ذلك النوع، ويمكنهم إدراج تلك الأحداث على أجنداتهم ضمن برنامجهم أثناء التنقل، أو يقصدونها هي فقط، لتكون وقفة متعة وراحة واستجمام، لكن لا بد لتلك الأنشطة أن تدرس الاحتياج كماً وكيفاً بعناية فائقة وتقوم بتغطيته بكفاءة وقوة، لتستأثر بثقة رواد الطرق ولتدخل هذه الثقافة بنجاح ضمن دوائر تفكيرهم وتخطيطهم، ولا بد أن تأخذ في اعتبارها المساجد النظيفة والمكيفة، والطعام الصحي، وألعاب الأطفال الآمنة، وأماكن جلوس العائلات، ودورات المياه النظيفة، والإضاءة الملائمة. محطات راقية وأشار م. عبدالرحمن الفاضل - مدير مصفاة أرامكو في الرياض - إلى أن الخدمات المقدمة على الطرق السريعة لا ترتقي للمأمول ونجد الضعف الواضح في الخدمات المقدمة وعدم نظافة المساجد ودورات المياه والمطاعم على هذه الطرق لذلك نتمنى من الجهات ذات العلاقة أن توفر محطات راقية كاملة الخدمات من مطاعم وسوبرماركت ومقاهٍ حضارية ومصليات ودورات مياه نظيفة ومسطحات خضراء وأن تستغل الطرق السريعة لإقامة المناسبات الوطنية والأعياد وتوفير ساحات فسيحة يمكن إقامة جميع الأنشطة عليها للعوائل والمسافرين من الدول الشقيقة الذين يقصدون بلادنا لغرض السياحة وزيارة الحرمين الشريفين خلال موسم الحج والعمرة لتعكس السمعة الطيبة عن هذه الطرق من خلال الاهتمام بها ونظافتها وتقديم خدمات تليق بمكانة بلادنا الذي شملها التطور في كل المجالات. مستخدمو الطرق السريعة بحاجة للمزيد من الخدمات النوعية المسافرون ومستخدمو الطرق السريعة يطالبون المزيد من الاهتمام والتطوير وضع دورات المياه في كثير من المحطات ما تزال مخجلة م. عبدالله الملحم م. عبدالرحمن الفاضل د. منصور الجنوبي م. عطالله الشمري Your browser does not support the video tag.