الإهمال الذي تعاني منه محطات واستراحات طريق الهجرة الواصل بين مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة بطول 400 كيلومتر والتي تزيد على 30 محطة واستراحة في الاتجاهين، ضاعفت معاناة المسافرين والحجاج والزوار على حد سواء، مؤكدين أنها في حاجة ماسة لإعادة النظر في طريقة تشغيلها وفرض رقابة شديدة عليها لضمان تقديم الخدمة بالمستوى المأمول. وفي جولة «عكاظ» رصدت عدستها هذه المحطات ومستوى خدماتها، كما تحدث عدد كبير من المسافرين لافتين إلى أن هذه المحطات ليست سوى أماكن مهجورة، تعاني الإهمال وسوء السفلتة وسوء الخدمات، إضافة إلى أن دورات المياه غير نظيفة، والمطاعم تقدم وجبات محدودة في مواقع بأشكال عشوائية، ناهيك عن غياب الإنارة وتدني مستوى نظافة المساجد الملحقة بها، مطالبين بتحسين واجهة هذه الاستراحات والمحطات لما تمثله من مظهر حضاري لمرتادي الطريق من الداخل والخارج. في البدء تحدث المسافر سعود المحمدي قائلا: دورات المياه في المحطات تعد خدمة اساسية حيث ان الكثير من المحطات تفتقر الى الصيانة والنظافة، وتنبعث منها روائح كريهة ناهيك عن انقطاع المياه في بعض المحطات، مؤكدا أن أصحاب المحطات يبحثون عن العائد المادي دون النظر إلى جودة الخدمات المقدمة للمسافرين والزوار. ويضيف المحمدي: كثير من المصليات في المحطات غير مؤهلة للصلاة ففرشها قديمة متهالكة وبحاجة عاجلة للتغيير، كما أنها بحاجة إلى صيانة دورية تضمن بقاءها قابلة للاستخدام، كما أن معظمها يفتقد إلى التكييفات، في ظل وصول درجات الحرارة إلى مستويات عالية لا يمكن معها استخدام هذه المصليات. أما المسافر خالد الحربي فيقول: تسيطر العمالة الوافدة على هذه المحطات وتغيب الرقابة الكاملة على هذه المحطات دون وجود أي متابعة من أي جهة حكومية حول الخدمات المقدمة خاصة في المطاعم التي تقدم وجبات مجهولة المصدر بل وقد تعرض الكثير من المسافرين لخطر التعرض للتسمم ونطالب بوجود فرق متخصصة لمتابعة هذه المحطات واخذ جولات ميدانية مستمرة للتأكد من جودة الخدمات المقدمة، مقترحا أن تضم هذه الاستراحات غرفا مخصصة بطاقم فندقي تقدم خدمة تناسب سالكي الطريق. ويرى الحربي ضرورة أن يتواجد ممثلو الرقابة لبحث ادوات السلامة والنظافة الواجب توفرها وتطبيق معاييرها في محطات طريق الهجرة وخاصة في المطاعم، حيث تنتشر القاذورات في العديد منها نظرا لغياب فرق النظافة، إذ تمتلئ الحاويات بمختلف النفايات والمخلفات ما يؤدي إلى انتشارها في جنبات المحطات والاستراحات في منظر غير حضاري بالمرة. يشاطره الرأي المسافر علي بامعروف مشيرا إلى أنه قرأ إعلان وزارة الشؤون البلدية عن تأهيل خمس شركات للاستثمار في محطات الطرق السريعة ودخولها الخدمة قريبا تطبيقا لقرار مجلس الوزراء الخاص بتطبيق برنامج شامل لتحسين وضع مراكز الخدمة ومحطات الوقود على الطرق الإقليمية والتي من المفترض ان تكون في بداية العام الهجري 1437 وينص على ان تقوم شركات متخصصة في الاستثمار للمحطات وتوفير كافة الخدمات العامة على مستوى عال وتشمل خدمات مختلفة مثل المطاعم ودورات المياه والمساجد والانارة وصيانة المركبات اضافة الى وجود مكائن صرافات وغيرها على مستوى عال وجودة عالية تضمن تقديم هذه الخدمات بشكل لائق، إلا أن ذلك لم يحدث على أرض الواقع. مضيفا: يهدف قرار تأهيل محطات الوقود إلى تصحيح المسار، خاصة أن الممارسات التي تقوم بها محطات الوقود على الطرق السريعة، لا تليق سواء من الخدمات أو السلامة إلا ان المحطات ما زالت تنتظر ذلك.