نسمع بتحريض دول على بعضها في قضايا سياسية تجارية أمنية، وسرعان ما تنتهي بعد مفاوضات وتواقيع اتفاقيات لمصالح مشتركة لأنهم ليسوا في غنى عن بعضهم لوجود مصالح وطنية بينهم. أيها الأبوان إذا شاءت الأقدار بانفصالكم لعدم التوافق أو حدث بينكم خصام لأسباب عديدة أحياناً نجدها صغيرة بالعناد وتصلب الرأي ويصعب الاتفاق على حلها وتطول لا ضير في ذلك هذه سنة الحياة وهذا قراركم وحدكم لكن احذروا أن يكون أولادكم هم الضحية وهنا تكمن المعضلة.. فتلك الصراعات الزوجية وأحوال الأسرة المتصدعة غير المبررة بدأنا نسمع ونرى نتائجها بتحريض الأبوين لأبنائهم ضد بعضهم ويجهلون أن عواقبها وخيمة وخطيرة تمتد سنوات، لماذا تجعلون أبناءكم أدواتكم وذخيرتكم في الانتقام وتنفيساً لبغضكم لبعضكم. أبناؤكم ليسوا أعواد ثقاب تشعلونهم متى ما أردتم بأفعالكم ليضيؤوا ضغائنكم وسيئاتكم. أبناؤكم ليسوا هدفاً لردات أفعالكم في سوء تعاملكم ولزواجكم الفاشل، إنها جريمة تربوية كبيرة ومدمرة للوطن ولكم. لماذا كل منكم يسعى ليبني جدار كراهية وبغضاء بواسطة الأبناء تشبه غسيل الدماغ، وهذا السبب الرئيسي في عقوق الوالدين والفوضى العائلية والأسر المتصدعة.. الغضب والتسرع في اتخاذ القرارات لأحداث وقتية حدثت بينكما لا تترجم على انفعالات ضد أبنائكم فلذات أكبادكم. ولا يتدخل أي كان من أقاربكم في شأن أبنائكم فالقرار لكم، لا تجعلوا لقياهم لكم سجالاً وحوارات سلبية معهم وإحراجات نفسية عليهم فقد تسيؤوا لبعضكم وتنكشفوا لهم، فتربية الكراهية في نفوس أبنائكم وقود حارق يصل إلى العقوق، وربما صيد سهل لأعداء الوطن ومخططاتهم العدوانية. أبناؤكم ينتظرون منكم التضحية والمحبة الصادقة واستمرار الرخاء والاستقرار لهم وتعويضهم فقدان الانفصال بأنه طبيعي بحسن المعاملة بينكم وحسن التصرف معهم في المحن لتكونوا قدوتهم وإن انفصلتم فسوف يوفقكم الله في حياة أخرى أو ربما ترجعون لحياتكم الزوجية فالمفترض تعظيم شأنكم البعض أمام أبنائكم وأنه لا غنى عن دوركم في حياتهم ودوركم يكون متوافقاً في تربيتهم وتعليهم وحثهم وتوصيتهم لمستقبلهم وتكريس معاني التعامل وغرس نبل الأخلاق واجعلوا زيارتهم لكم فرحاً ونشوة. البيئة الصالحة للتربية هي المحرك الرئيسي في تنشئة أبناء صالحين نافعين لكم وللوطن.. وتحريض أبنائكم هو تحريض للوطن فهم عماده وشأنه، والأبناء الصالحون هم لبنة المجتمع أذا اختلوا انهدم المجتمع.. وإن خسرتم واقع الزوجية بينكما فلا تخسروا واقع الأبوية مع أبنائكم. Your browser does not support the video tag.