قبل أن تفكر في الطلاق ، هل فكرت يوماً في تأثيره على أبنائك؟ هل فكرت كيف ستكون العلاقة بينك وبينهم بعد الطلاق؟ هل فكرت كيف ستكون علاقتك فيما بعد مع الطرف الآخر وكيف سيؤثر على أبنائك؟ تشير الأبحاث الحديثة التي أجريت حول أبناء المطلقين إلى أن 52% منهم أصبحوا أقرب إلى أحد الأبوين دون الآخر بعد الطلاق، وأن 31% اتسعت الهوة بينهم وبين كلا الأبوين، بينما لم يحدث الطلاق أي فارق لدى 11% ، في حين أصبح 5% فقط أقرب إلى كلا الأبوين. في حالات الانفصال ، تندر أو تنعدم المكالمات أو الزيارات بين الأبوين والأبناء، حيث يصبح كلا الأبوين مهتماً بحياته الجديدة – التي قد تضم شريك حياة وأبناء جدد – أكثر من اهتمامه بأبنائه من شريك حياته السابق؛ وللأسف لا يشعر الأبوان في بعض الأحيان بمدى ما يسببه ذلك من ألم نفسي للأبناء، أو يعتقدان خطأ أبناءهما أصغر من أن يفهموا الموقف أو يتأثروا به، فيتجاهلان التحدث معهم لتبرير الطلاق وتوضيح الأمر. لا ضير إذن في أن يبدأ الأبناء الحديث مع أبويهم ويناقشونهما في هذا الشأن، خاصة الطرف الذي كان سبباً في الطلاق، أو الذي أبعده الطلاق عنهم ؛ حيث يساعد هذا الحوار الأبناء على التنفيس عن مكنونات صدورهم، والتعبير عن مشاعرهم إزاء ما حدث. ويجب أن لا يخجل الأبناء من مصارحة الأبوين بكل ما يعتمل في أنفسهم حتى لو كانوا يشعرون بأنه غير مرغوب فيهم ولا أحد يهتم بهم بعد الطلاق، ثم يتركوا لهما الفرصة لتوضيح موقفهما ن فربما كان هذا الوضع في صالحهم أكثر من استمرار الزواج بين طرفين غير متفاهمين. من ناحية أخرى، يجب على الأبوين أن يعيدا تقييم علاقتهما ببعضهما – إن أمكن – وعلاقتهما بأبنائهما في ظل الوضع الجديد، كي يتمكن الجميع من العيش بالطريقة التي لا تؤثر على صحتهم النفسية.