قال الكاتب والمحلل السياسي الخبير في الشأن الإيراني عبدالرحمن مهابادي: «إن الخطوة الأولى من انتفاضة الشعب الإيراني أوجدت تشنجات داخل سلطة الملالي، حيث إننا عندما ننظر لأبعادها نرى أن الانتفاضة ألقت في خطوتها الأولى الكثير من الرعب في قلوب قادة هذا النظام». وأكد مهابادي أن النتائج الأخرى للانتفاضة أشارت إلى تفاقم الصراع. المحتال روحاني وفي رد على حزمة الادعاءات ضد سياسات حكومته الاقتصادية وأنها سبب إشعال الانتفاضة قال: «البعض يعتقد أن الشعب يطالب بالاهتمام بالشأن الاقتصادي فقط، أي لو أننا قدمنا القدر الكافي من الأموال هل سينتهي الأمر ولن يطالب الشعب بشيء آخر؟ إذا قلنا إننا سنقدم الأموال لكن ليس من حق أحد التعبير عن رأيه هل يصلح الأمر؟ هل يمكن شراء حرية وحياة الشعب بالمال؟ لماذا نهين الشعب ونوجهه إلى الطريق الخاطئ؟ لماذا نقول إن سبب احتجاجات الشعب هو الوضع الاقتصادي السيئ؟». ونوه مهابادي إلا أن كلام طرفي النظام يحوي نفس المحتوى ويريدون شق صفوف الشعب وقمعه. لأن العالم أجمع رأى أن انتفاضة الشعب بشعار (لا للإصلاحيين ولا للمحافظين انتهى عملكم) وضعوا هدفهم هو إسقاط كامل أشكال النظام. وكما قالت صحيفة فيغارو الفرنسية: «الشعب الإيراني غاضب بشدة من قادة هذا النظام ولا يفرقون بين الإصلاحيين والمحافظين. الاحتجاجات في شوارع إيران زلزلت بقوة أسس ومشروعية حكومة الملالي». روحاني تكلم بشكل مخادع وكما لو أنه مغرم بالحرية، ونسي أنه خلال مدة حكمه أعدم أكثر من 4000 شخص وخلال الانتفاضة الأخيرة أريقت الكثير من الدماء وقرابة عشرة آلاف معتقل في السجون. بالطبع مسيرة الانتفاضة سوف تجتاح كلاً من طرفي النظام وتتخلص منهم والحرب بين الذئاب ستكون أكثر حدة في ذلك الوقت. مشيراً إلى أنه لن يستثنى من هذا الوضع مجلس الملالي. فبعد بدء الانتفاضة أخذت تتصارع أطراف النظام داخل المجلس أيضاً. مؤخراً محمد علي برانوندي النائب عن خرم آباد قال: «إذا لم نقم بتأمين فرص العمل للشباب ولم نستجب لرغباتهم سيحرضهم الآخرون على القتال». مخاوف النظام من القوة الرئيسة في الانتفاضة تزداد بشكل يومي. وبين الخبير السياسي أن مواقف الدعم من قبل مجرمين من أمثال قاسم سليماني رئيس السلطة القضائية للملالي يعبر عن حقيقة واضحة وهي أن نتائج وآثار هذه الانتفاضة إدخال القوة القمعية للنظام في صراعات داخلية. وكما قال خطيب الجمعة في مدينة همدان: «حوالي 60 مكتباً لخطباء الجمعة تمت مهاجمتها». واختتم مهابادي حديثه بقوله: «أنا شخصياً لا أعرف أن الزلزال السياسي بأي مقياس يمكن قياسه، لكن باعتقادي أنه خلال هذه الانتفاضة سمعنا أصوات تكسر عظام نظام الملالي!». Your browser does not support the video tag.