أكد معارضان إيرانيان أن انتفاضة الشعب الإيراني غيرت موازين القوى ضد نظام «ولاية الفقيه»، موضحين أن الانتفاضة كسرت حاجز الخوف لدى الشعب الإيراني الذي توهم الملالي أنه لن ينتفض بعد العنف الذي مورس ضده في انتفاضة 2009، وأفادا بأن الانتفاضة دمرت کل ما سعى النظام إلى تشييده في مملکة الرعب الخاصة به. أفادت الناشطة الإيرانية مريم رجوي أن الانتفاضة الحالية للشعب الايراني، أقوى من انتفاضة عام 2009، لافتة في تصريح إعلامي أمس الأول إلى أن نظام الملالي ظن أن الشعب الإيراني لن ينتفض في ظل عمليات القمع المفرطة التي تعرض لها في انتفاضة 2009، إلا أن الانتفاضة أثبتت عكس ذلك. وأوضحت أن الانتفاضة الحالية حيوية وناضجة واستطاعت کسر وتحطيم حاجز الخوف والرهبة من النظام إلى الأبد، ما أدخله في حالة الرعب والهلع اعترت جميع مفاصله، وأضافت أن نظام الملالي عمل طوال 38 عاما الماضية على کبح جماح الشعب الإيراني بمختلف الوسائل والسبل وإمالة موازين القوى السائدة داخل إيران لصالحه، من خلال الحرص الشديد على إبقاء حالة الخوف من النظام ومن أساليبه القمعية، ومن ذلك تصاعد مستوى الإعدامات في ظل حکم روحاني الذي جرى تسويقه کمعتدل وإصلاحي، ما يدل على مدى تمسك النظام بنهجه القمعي التعسفي. ومن ناحيته، ذكر الخبير السياسي والمعارض الإيراني محمد محدثين، أن الانتفاضة الشعبية في إيران غيرت موازين القوى ضد نظام ولاية الفقيه، إذ قال الشعب الإيراني من خلالها: لا، بصوت مسموع، وأضاف أن خامنئي فقد أعصابه في خطاب له بعد 13 يوما من الصمت، إثر هتاف ملايين من أبناء الشعب في 139 مدينة إيرانية ب«الموت لخامنئي» و«خامنئي اخجل واترك السلطة» و«الموت للديكتاتور». وأشار إلى أن کل الذي سعى من أجله نظام الملالي طوال 38 عاما بشکل عام وبعد انتفاضة 2009 بشکل خاص، ذهب أدراج الرياح، إذ عاد الشعب الإيراني إلى مقارعة النظام بکل قوة بقيادة ملهمة في صناعة الغد والمستقبل الأفضل، معتبرا الشعب الإيراني ترسانة مشاعر حيّة ارتعدت منها فرائص النظام، كونه تبنى محاسبته وجعله يدفع ثمن کل جرائمه ومجازره وانتهاکاته بحقه. وذكر محدثين أن الانتفاضة الحالية تمثل فصلا بين عهدين، إذ إن کل ما سعى إليه النظام وشيده في مملکة الرعب الخاصة به انهار کله، وإن عهد ما بعد الانتفاضة هو عهد الاستعداد لکي يجري إرسال هذا النظام الدموي إلى مزبلة التاريخ غير مأسوف عليه.