مع أنه من المبكر عرض الاحتمالات بما يتعلق بمؤامرات نظام الملالي لحرف مسار انتفاضة الشعب الإيراني العظيم، لا شك أن نظام الملالي وداعميه الدوليين سيحاولون جهدهم أن يخلقوا شرخاً بين الشعب والمقاومة لهزيمة الانتفاضة الأخيرة، وتصل لأسمعانا همسات من هنا وهناك تقول إنه لا يوجد أساس قامت عليه الانتفاضة، وستنتهي بعد فترة قصيرة، هم يريدون اعتبار الانتفاضة فاقدة لعنصر القيادة ويعتمدون سياسات الترغيب والترهيب لإسقاطها. لا يزال داعموه الدوليون كما كانوا من قبل يحاولون اصطناع قادة وهميين للانتفاضة وبهذا العمل يخرجونها عن مسارها الأساسي وهو إسقاط نظام الملالي وبطريقة الخميني في عام 1979، ويركبون موجة الثورة، لكن هل بهذه المحاولات يتحقق ذلك؟ لا أبداً! الشعب الإيراني والانتفاضة الأخيرة يردون على ذلك بأن الانتفاضة منذ ساعاتها الأولى اتسعت لتشمل كل أنحاء إيران، وأنهم سيسقطون الحكام والقادة الحاليين، وأنهم لن يستجيبوا للقادة المصطنعين إطلاقاً لأن الشعب يريد إسقاط النظام الذي يحكم دولتهم لأربعة عقود بلا شرعية والقادة المصطنعين لا يريدون ولا يستطيعون تحقيق هذا المطلب الأساسي للشعب الإيراني؛ لأنه من أجل هذا الهدف العظيم قدم الكثير وقد حان وقته الآن بعد أربعين عاماً من المواجهات من قبل الشعب والمقاومة الإيرانية، والآن أصبح معروفاً بشكل رسمي وعلى مستوى العالم. خامنئي قائد الملالي ارتعب من انتفاضة الشعب وظهر بعد 5 أيام من بدء الانتفاضة، ليقول فقط: "لدي كلام سأقوله في وقته". وهذا يشبه كثيراً ما قاله الخميني عام 1988 بعد اتفاقية 598 وبعد وقف إطلاق النار في الحرب بين إيران والعراق، وفي رسالته ذلك اليوم لم يشر إلى السبب لوقف إطلاق النار وإجباره على انسحاب القوات وتراجعها لكنه قال إنه لديه كلام لن يقوله إلا في الوقت المناسب. لكن لم يمض وقت طويل حتى صرح وكتب أقارب الخميني أنه قد بلغه أنه إذا لم يتم وقف إطلاق النار فإن النظام سيكون تحت تصرف جيش التحرير الوطني الإيراني وسيتم إسقاطه، هكذا يمكن قراءة ما لم يستطع أن يقوله خامنئي. خامنئي قبل الجميع وصلته رسالة الانتفاضة الأخيرة للشعب الإيراني ولم يأت على ذكرها لأنه لو ذكرها لزاد زخم الانتفاضة أكثر. هو سمع أصوات أقدام المقاومة والتي هي الآن مستعدة أكثر من أي وقت مضى وهي موجودة وكامنة بين الناس وفي شوارع المدن وتعمل بإستراتيجية "ألف أشرف"، وهي ليست عشوائية حتى أن قادة النظام أعلنوا أن منظمة مجاهدي خلق وراء قيام الانتفاضة. المقاومة الإيرانية والتي تعتبر منظمة مجاهدي خلق جزءاً محورياً فيها، وبعد احتلال معسكر أشرف عام 2013 وقتل جماعي ل52 من أفراده في الأول من سبتمبر أيلول، أعلنت المقاومة الإيرانية عن إستراتيجية "ألف أشرف" حتى تزداد أعداده داخل وطنه وبواسطته يتحقق إسقاط نظام الملالي. والآن أولى ثمار هذه الإستراتيجية يمكن رؤيتها من خلال الانتفاضة الأخيرة، يمكن سماع صحة هذه الحقيقة على لسان نيوت غينغيرينج الرئيس السابق لمجلس النواب الأميركي أثناء الاجتماع الموسع للمقاومة الإيرانية في أواخر يونيو من العام الماضي حيث قال: بشجاعتكم أنتم وتفانيكم والتزامكم والتحدث مع الآخرين تحشدون الجيش إلى جانبكم من أجل المزيد من الاستقلال، وسنحمل الآمال التي ترمز إلى إستراتيجية ألف أشرف على عاتقنا والجهود التي سيتم تقديمها للمعارضين في المرة القادمة ستكون عامة وأكثر تنظيماً". هذه الحقيقة الأساسية يمكن ربطها بسمات الانتفاضة الأخيرة، الانتفاضة الأخيرة تختلف عن باقي الانتفاضات في السنوات الماضية، وأهم ما في ذلك أنها واسعة جغرافياً واجتماعياً، وسرعة وصولها لهدفها السياسي، حيث بعد عدة ساعات من بدئها أصبح شعارها الموت للديكتاتور والموت لخامنئي والموت لروحاني، وأيضا شعار أيها المتشددون وأيها الإصلاحيون انتهت لعبتكم وزيفكم حيث وضعت النظام بشكل كامل من أهدافها، وأنهت المخططات الرجعية والاستعمارية في البحث عن الإصلاحات في إطار النظام. آخر كلامنا هو الشعب بأجمعه والتيارات السياسية التي تتشكل ورجال الأعمال الموجودون في كل منطقة اندلعت فيها الانتفاضة في مختلف أنحاء إيران يجب أن يكونوا حذرين من أي مشروع استعماري رجعي لحرف مسار الانتفاضة والتزام هذا الموضوع يعزز العلاقة مع المقاومة الإيرانية بشكل أكبر. * كاتب ومحلل سياسي خبير في الشأن الإيراني Your browser does not support the video tag.