تتفاقم التظاهرات والاحتجاجات المناوئة للنظام الإيراني يوما بعد يوم، وتمتد بشكل واسع النطاق إلى المدن الإيرانية، ما يعكس حالة الاستنكار والاستهجان التى يشعر بها المواطنون جراء التحركات الخارجية الإيرانية في عدد من الدول، وهدر مقدرات الشعب في خلق بؤر الصراع سواء في مناطق الخليج وسورية والعراقولبنان واليمن، من خلال ميليشيات تؤجج الصراعات في المنطقة. وفى هذا السياق، أكد الدكتور مدحت حماد، المتخصص في الشأن الإيراني، أن إيران بعد أن أظهرت عن نواياها السيئة بالدعم العسكرى ل "ميليشيات الحوثي" في اليمن، و"حزب الله" في لبنان، وتغذية الصراع المذهبي في العراق وسورية، وباءت بالفشل في مواجهة التحالف العربى بقيادة المملكة العربية السعودية، جاءت النتيجة سلبية في الداخل الإيراني واشتعلت الاحتجاجات المناهضة للنظام الإيراني الحاكم، والتى تتوسع وتمتد يوما بعد يوم. وفى ضوء تلك الاحتجاجات الواسعة في الداخل الإيراني، أشاد الدكتور محمد عباس ناجى، الخبير في الشأن الإيراني، بموقف وحكمة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولى العهد، في تعاملهما مع النظام الإيراني، مثمناً الموقف السياسي الرصين تجاه الاحتجاجات التى تشهدها إيران، مشيراً إلى أن الاحتجاجات سببها الرئيس شعور الموطن الإيراني بضياع حقوقه وسط مؤامرات "الملالى" تجاه دول المنطقة، والتي تأكد بفشلها تماماً أمام السياسة الخارجية للقوى الإقليمية في المنطقة العربية متمثلة في المملكة العربية السعودية. ومن جانبه، أكد محمد منشاوي الباحث السياسي والإعلامي المتخصص في شؤون الأقليات بالشرق الأوسط، أن الاحتجاجات الشعبية الأخيرة في إيران انعكاس طبيعي لتفشي الفساد بكل قطاعات الدولة، وأوضح "منشاوي" أن تنامي شعور المواطن الإيراني بإهدار أصول الدولة المالية بتمويل ميليشيات إرهابية في دول الإقليم مثل اليمن "الحوثيين" ولبنان "حزب الله" وسورية والعراق سبب أساسي في التحول السريع لمطالب المتظاهرين إلى مطالب سياسية طالت نظام الملالي والرئيس الإيراني نفسه. وانتقد "منشاوي" الأداء الإعلامي لقناة الجزيرة القطرية في تغطيتها لتلك الأحداث واصفا القناة ب "رأس شيطان" الذي سيتم استئصاله بوعي الشعوب العربية، وقدرتها على التفريق بين أعلام ينفذ أجندة مسبقة، وإعلام آخر هدفه الأسمى خدمة الجمهور بنقل الخبر بموضوعية وشفافية. واستطرد قائلا إن تمويل ودعم إيران لمنظمات وميليشيات عسكرية في المنطقة العربية هدفه الأساسي محاصرة منطقة الخليج، وتعطيل مسيرة الإصلاح والتنمية التي يقودها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده، مؤكداً أن المؤامرات الإيرانية يمكن تقويضها بسهولة بالفصل الجبري بين "قطر" الخليجية وإيران "الفارسية" ومحاصرة كلا منهما على حدة وهو ما يفسر التوجهات الأخيرة لمنظمة التعاون الخليجي إضافة لمصر بمقاطعة "قطر". ومن جهته، قال الدكتور مدحت نجيب، رئيس حزب الأحرار، إن ما يحدث من مظاهرات الآن في كل أنحاء طهران هي ثورة طبيعية وعادلة ناقمة على الفساد من قبل نظام الملالي، الذي تفرغ لدعم ونشر الإرهاب والفوضى في المنطقة العربية. وأوضح "نجيب" أن مظاهرات هذه المرة ضد خامنئي ونظام الملالي ستنجح وستقسم وستشرذم إيران، لافتاً إلى أن إيران الآن تشرب من نفس الكأس الذي سقته للدول العربية. Your browser does not support the video tag.