ليس من المتوقع أن يتراجع «حزب الله» عن سياساته التآمرية وتنفيذ الأجندة الإيرانية، خصوصا أن هذه الميليشيا التي تختطف لبنان أصبحت تدار من قم، ومن ثم فإن قرار الحزب لم يعد بيد الحكومة اللبنانية التي لم تستطع حتى الآن إجبار الحزب على الانسحاب من خطوط المواجهات العسكرية فى سورية والعراق واليمن. وفي هذا السياق استبعد سفير مصر السابق في لبنان حسين ضرار إقدام «حزب الله» على مثل هذا القرار إلا تحت ضغط دولي. وأكد ارتباط قراره بإرادة قم، وهو ما ظهر جليا في تدخلات الحزب بميليشياته في سورية إلى جانب الحرس الثوري لإنقاذ نظام الأسد. ورأى مدير معهد الدراسات العربية السابق الدكتور أحمد يوسف أن «حزب الله» مستعد للتضحية بلبنان مقابل تنفيذ الأجندة الإيرانية. وشدد على ضرورة انتشال لبنان من أنياب «حزب الله» الذي لن يتورع عن إشعال حرب تهدد وحدة ومستقبل الدولة اللبنانية. واستبعد الخبير السياسي الدكتور مصطفى علوي أن يخضع «حزب الله» لإرادة الدولة اللبنانية، وإنما يمكن للضغط الدولي أن يرغمه على الانسحاب من سورية ووقف تدخلاته في دول الجوار. إلا أنه رأى أن هذه الخطوة لن تتحقق إلا عبر موقف عربي قوي يفضح سياسات ومؤامرات الحزب. واعتبر الخبير العسكري اللواء محمود خلف أن «حزب الله» أصبح دويلة داخل لبنان، وأصبح رهينة في قبضة طهران. وقال إن عجز لبنان عن اختيار رئيس يؤكد أن إيران صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في لبنان عن طريق ميليشيات نصر الله التي لا تحضر أي اجتماع لمجلس النواب. وأضاف أن ملالي طهران لا يريدون أن تكون لبنان دولة عربية. ولفت إلى أن الحكومة اللبنانية أصبحت عاجزة عن مواجهة «حزب الله» وأكد أن المملكة حسنا ما فعلت بوقف إمداد الجيش اللبناني بالأسلحة إذ يسيطر عليه «حزب الله». واتهم رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس الدكتور جمال سلامة «حزب الله» بالعبث بأمن واستقرار المنطقة بضوء أخضر من طهران التي تمده بكل أنواع الأسلحة والخبراء العسكريين. وقال إن نصر الله وحزبه تحولا أداة في يد إيران التي تبدو أجندتها واضحة في مغامراته ونزواته السياسية والعسكرية في العراق وسورية واليمن.