دعت هيئة علماء اليمن إلى سرعة القضاء على الانقلاب، وعدم إتاحة الفرصة للمليشيات الحوثية الانقلابية لإنشاء دولة داخل الدولة تفرض إرادتها وسياستها على أبناء اليمن، كما يفعل مثلها الأعلى في لبنان المسمى "حزب الله"، وأصدرت الهيئة بيانا مهما حول مستجدات الأحداث والأوضاع في اليمن والدور الكبير الذي يقوم به التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، واكدت الهيئة متابعتها باهتمام بالغ تطورات ومستجدات الأوضاع في اليمن والتي تراكمت بسبب الآثار الكارثية لانقلاب 21 سبتمبر 2014م، الذي صادر الدولة اليمنية وانتهك الأرض والكرامة واعتدى على كثير من المقدسات والحرمات فقام بسفك دماء أبناء الشعب اليمني دون مراعاة لحرمة هذه الدماء، وقام بتهديم بيوتهم أمام أعينهم إمعاناً في إذلالهم وإهانتهم، كما قام بتدمير العديد من المساجد ودور القرآن الكريم والجامعات والمراكز العلمية لاستئصال عقيدة ومنهج أهل السنة والجماعة ليغرس بدلا عنها عقائد الرافضة الإثني عشرية ومناهجها، وقد أنتج الانقلاب واقعاً غير مسبوق في تاريخ اليمن الحديث حيث انتشرت المجاعة والأمراض والأوبئة وقطعت رواتب الموظفين، كما عبثت مليشيات الحوثي الانقلابية بالوظيفة العامة ومناهج التعليم، وبناء على كل ذلك أكدت هيئة علماء اليمن على أهمية الدور الكبير الذي يضطلع به التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية لدحر المليشيات الحوثية الانقلابية ومنعها من اتخاذ اليمن منطلقاً لتنفيذ المخططات التخريبية للمشروع الصفوي الفارسي الذي يستهدف إحكام السيطرة على اليمن واتخاذه منطلقاً لاستهداف أمن المملكة العربية السعودية، ودول الخليج العربية، وتهديد السلم والأمن الإقليمي والدولي في المنطقة بأكملها، واستنكرت الهيئة قيام المليشيات الحوثية الانقلابية بقتل الرئيس السابق بصورة تتنافى مع القيم الإسلامية وأخلاق الشعب اليمني، وتستنكر كذلك ما فعله الحوثيون من قتل واعتقال لعدد من القيادات العسكرية والقبلية والاجتماعية، ومن قيادات وكوادر المؤتمر الشعبي العام، وتدعو أنصار المؤتمر الرافضين للمليشيات الحوثية الانقلابية إلى الانضمام للشرعية، وتطالب الحكومة باستيعابهم وتحسين أوضاعهم المعيشية والوظيفية، وأن يكون لهم من الحقوق والواجبات مثل بقية القوى المحسوبة على الدولة سواء بسواء وشددت الهيئة في بيانها الى أهمية التفرقة بين الزيدية وبين جماعة الحوثي الإثني عشرية التي تتلبس بالمذهب الزيدي ظاهراً وتحاربه في الحقيقة وتستهدف علماءه، وأكدت بطلان ما يدعيه الحوثيون من حق حصري لهم في حكم الشعب اليمني من دون رضاه واختياره. ودعت الهيئة الحكومة الشرعية لبذل كل الجهود الممكنة للتخفيف من معاناة الشعب اليمني في مختلف مناطق اليمن، والقيام بواجباتها في توفير كافة الخدمات العامة سيما في المناطق المحررة الخاضعة للسلطة الشرعية، والعمل على تسريع تسليم مرتبات جميع موظفي الدولة، وجعل عمليات الإغاثة أكثر فاعلية مؤيدة الدعوة إلى إقامة التحالف الوطني الكبير الذي يشمل جميع القوى والقيادات الرسمية والشعبية تحت قيادة الرئيس الشرعي لليمن عبدربه منصور هادي، كما تتطلع إلى مساندة التحالف العربي الفعالة ليتمكن هذا التحالف الوطني الكبير من القيام بتحرير اليمن من مليشيات الحوثي الانقلابية، وليتولى مهام بناء الدولة اليمنية بعد دحر الانقلاب. وجددت الهيئة الدعوة إلى تطوير مجلس التنسيق السعودي اليمني القائم حاليا بما يتناسب مع المتغيرات والأوضاع الجديدة محلياً وإقليمياً ودولياً، وبما يضمن دفع المخاطر والتهديدات المتزايدة التي تواجه البلدين، وذلك بتأسيس تحالف استراتيجي دائم بين الجمهورية اليمنية والمملكة العربية السعودية، وبما يُمكنهما من التعامل الفعال مع التهديدات والمخاطر الراهنة والمستقبلية، والتغيرات الإقليمية والدولية وما تحمله من تحديات تجاه البلدين، وتعميق التواصل بين البلدين على المستوى الاستراتيجي.