يُصاب العديد من البشر بنزلات البرد كل عام، حيث أن هناك ما يزيد عن 200 نوع من الفيروسات مسؤولة عن الإصابة بنزلات البرد تلك، ومن أشهر هذه الفيروسات الفيروس الأنفي، وغالباً ما يكون الأطفال أكثر عرضة عن غيرهم من البالغين للإصابة بنزلات البرد بنسبة تتراوح من 6 - 10 نزلات برد في السنة، ويعود ذلك إلى أن جهازهم المناعي غير مكتمل النمو، وكذلك التلامس الجسدي مع غيرهم من الأطفال. وغالباً ما تنتشر نزلة البرد عن طريق الهواء، وعندما يقوم أحد الأشخاص بالعطس أو الكحة أو التمخّط، كما يمكنها الانتشار عن طريق الاتصال المباشر أو إذا ما قام شخص بملامسة أحد الأسطح التي قد سبق ولمسها شخص مصاب (مثل مقبض الباب)، ثم قام بملامسة أنفه أو عينه أو فمه، ويقوم الشخص المصاب بنشر العدوى خلال 2 - 4 أيام من بداية الإصابة، وتستمر نزلة البرد لمدة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين. وغالباً ما تظهر الأعراض بعد 1 - 3 أيام من الإصابة بالعدوى، وتتضمن: رشحاً (وهو فيروس ناقل للعدوى بشكل كبير، ويسبب سيلانا من الأنف، والشعور بغصة في البلعوم، وهو التهاب فيروسي حاد يصيب الجهاز التنفسي العلوي )، كما تتضمن أعراض نزلات البرد الشعور بالحكة أو احتقان بالحلق، كذلك حدوث الكحة، واحتقان بالأنف أو الجيوب الأنفية، وآلام بالجسم و/ أو صداع، وعطاس، وعيون دامعة، وحمى خفيفة مع رعشة بالجسم، وإفرازات من الأنف تزداد سماكتها مع الوقت وتتحول إلى اللون الأصفر أو الأخضر، والإحساس بالإعياء، وفقدان للشهية، وقد تتضمن الأعراض في الأطفال الرضّع أيضاً تهيّجا وانزعاجا، وعدم القدرة على النوم، تقيؤا وإسهالا، حمى. ولا يعني حصول نزلة البرد الذهاب للطبيب أو المستشفى فيمكن لمعظم نزلات البرد أن تُعالج في المنزل دون الحاجة لمراجعة الطبيب، مع مراعاة الرجوع إليه في حالة حدوث أي من الآتي: عدم تحسّن الطفل بعد أيام من ظهور الأعراض. في حال ارتفاع درجة حرارة الرضيع ( 38 درجة مئوية) أو استمرار الحمى لأكثر من 24 ساعة. في حال ارتفاع درجة حرارة الطفل ( 40 درجة مئوية) أو استمرار الحمى لأكثر من 3 أيام. في حال ما إذا كان الطفل يعاني من التقيؤ أو صعوبة بالتنفس أو آلام بمنطقة البطن أو رعشة أو كحة مفرطة أو درجة شديدة من الإعياء مع الشعور بالنعاس. في حالة عدم إقبال الطفل على تناول الطعام أو الشراب بشكل جيد و/ أو قلة عدد مرات التبول. في حال ما إذا كان الطفل يعاني من آلام أو إفرازات بالأذن، مع بكاء مستمر وتهيّج. في حال ما إذا ساءت الأعراض أو لم تتحسن بعد 7 أيام بالنسبة للبالغين. وبما أنه لا يوجد علاج لنزلة البرد فالوقاية منها هو الحل، ومع ذلك فاستخدام الأدوية قد يساعد في علاج الأعراض، وعادة ينصح الأطباء بالخلود إلى الراحة مع الإكثار من تناول السوائل، كما قد يساعد استخدام الأسيتامينوفين أو مضادات الالتهاب اللاستيرودية في علاج الحمى والتخفيف من آلام الجسم عند البالغين (تُعطى بحرص للأطفال)، وكذلك لا يُعطى الأسبيرين لمن هم أقل من 19 عاما لتفادي خطر الإصابة بمتلازمة راي، كما يساعد الاستحمام بماء دافئ أو استخدام كمادة ساخنة للتخفيف من الآلام، ويمكن للبالغين أيضاً استخدام بخاخات الأنف المضادة للاحتقان لعلاج احتقان الأنف والجيوب الأنفية، على أن يستمر ذلك لمدة لا تزيد عن 3 أيام، أما الأطفال فلا ينبغي عليهم استخدامها حيث يتم استخدام قطرات الأنف المحتوية على محلول ملحي بالإضافة إلى شفط المخاط الزائد بواسطة شفاط الأنف، ويساعد استخدام أدوية السعال البالغين في التخفيف من السعال المزعج، كذلك يمكن استخدامها بحرص للأطفال البالغ عمرهم سنتان فما فوق. ويبقى السؤال الدائم كيف يمكن الوقاية من نزلات البرد؟ ويمكن القول: إن هناك بعض الأمور البسيطة التي من شأنها الوقاية من نزلات البرد من أهمها، غسل اليدين باستمرار وبالطريقة الصحيحة، وتعقيم الألعاب المشتركة باستمرار وكذلك الأسطح مثل المكاتب ومقابض الأبواب.....إلخ، وتغطية الفم عند الكحة أو العطس باستخدام منديل أو كم القميص (وليس اليدين) ثم غسل اليدين فوراً، وعدم مشاركة شخص مصاب بالبرد في استخدام أدوات تناول الطعام أو الأكواب، وعدم لمس المناديل الملوثة أو المتسخة. طب العائلة - عيادة الأطفال