يُصاب المليار من البشر بنزلات البرد كل عام، حيث ان هناك ما يزيد على 200 نوع من الفيروسات مسؤولة عن الإصابة بنزلات البرد تلك، ومن أشهر هذه الفيروسات الفيروس الأنفي، وغالباً ما يكون الأطفال أكثر عرضة من غيرهم من البالغين للإصابة بنزلات البرد بنسبة تتراوح من 6 – 10 نزلات برد في السنة، ويعود ذلك إلى أن جهازهم المناعي غير مكتمل النمو، وكذلك التلامس الجسدي مع غيرهم من الأطفال. ولكن كيف تنتشر نزلة البرد؟ غالباً ما تنتشر نزلة البرد عن طريق الهواء، وعندما يقوم أحد الأشخاص بالعطس أو الكحة أو التمخّط، كما يمكنها الانتشار عن طريق الاتصال المباشر أو إذا ما قام شخص بملامسة أحد الأسطح التي قد سبق ولمسها شخص مصاب (مثل مقبض الباب)، ثم قام بملامسة أنفه أو عينه أو فمه، ويقوم الشخص المصاب بنشر العدوى خلال 2 – 4 أيام من بداية الإصابة، وتستمر نزلة البرد لمدة تتراوح بين أسبوع إلى أسبوعين. غالباً ما تظهر أعراض نزلة البرد بعد 1 – 3 أيام من الإصابة بالعدوى، وتتضمن هذه الأعراض:رشح، شعور بحكة أو حتقان بالحلق، كحة، احتقان بالأنف أو الجيوب الأنفية، آلام بالجسم و/ أو صداع، عطاس، عيون دامعة، حمى خفيفة مع رعشة بالجسم، إفرازات من الأنف تزداد سماكتها مع الوقت وتتحول إلى اللون الأصفر أو الأخضر، إعياء، فقدان للشهية، وقد تأتي الأعراض في الأطفال الرضّع أيضاً على شكل: * تهيّج وانزعاج. * عدم القدرة على النوم. * تقيؤ وإسهال. * حمى. متى ينبغي الاتصال بالطبيب؟ - يمكن لمعظم نزلات البرد أن تُعالج في المنزل دون الحاجة لمراجعة الطبيب، مع مراعاة الرجوع إليه في حالة حدوث أي من الآتي: * عدم تحسّن الطفل بعد أيام من ظهور الأعراض. * في حال ارتفاع درجة حرارة الرضيع ( 38 درجة مئوية) أو استمرار الحمى لأكثر من 24 ساعة. * في حال ارتفاع درجة حرارة الطفل ( 40 درجة مئوية) أو استمرار الحمى لأكثر من 3 أيام. * في حال ما إذا كان الطفل يعاني من التقيؤ أو صعوبة بالتنفس أو آلام بمنطقة البطن أو رعشة أو كحة مفرطة أو درجة شديدة من الإعياء مع الشعور بالنعاس. * في حالة عدم إقبال الطفل على تناول الطعام أو الشراب بشكل جيد و/ أو قلة عدد مرات التبول. * في حال ما إذا كان الطفل يعاني من آلام أو إفرازات بالأذن، مع بكاء مستمر وتهيّج. * في حال ما إذا ساءت الأعراض أو لم تتحسن بعد 7 أيام بالنسبة للبالغين. ويسعى الكثيرون جاهدين لمعالجة نزلات البرد، علماً أنه لا يوجد علاج لنزلة البرد، ولكن تبقى الوقاية منها هي الحل، ومع ذلك فاستخدام الأدوية قد يساعد في علاج الأعراض، كذلك مما يساعد في تخفيف وطأة نزلات البرد الخلود إلى الراحة مع الإكثار من تناول السوائل، كما قد يساعد استخدام الأسيتامينوفين أو مضادات الالتهاب اللاستيرودية في علاج الحمى والتخفيف من آلام الجسم عند البالغين (تُعطى بحرص للأطفال)، وكذلك لا يُعطى الأسبيرين لمن هم أقل من 19 عاما لتفادي خطر الإصابة بمتلازمة راي، كما يساعد الاستحمام بماء دافئ أو استخدام الكمّادات الساخنة للتخفيف من الآلام، ويمكن للبالغين أيضاً استخدام بخاخات الأنف المضادة للاحتقان لعلاج احتقان الأنف والجيوب الأنفية، على أن يستمر ذلك لمدة لا تزيد على 3 أيام، أما الأطفال فلا ينبغي عليهم استخدامها حيث يتم استخدام قطرات الأنف المحتوية على محلول ملحي بالإضافة إلى شفط المخاط الزائد بواسطة شفاط الأنف، ويساعد استخدام أدوية السعال البالغين في التخفيف من السعال المزعج، كذلك يمكن استخدامها بحرص للأطفال البالغ عمرهم سنتين فما فوق. وكما سبق وأن تمت الإشارة إلى أن الوقاية هي الحل، فإنه يبقى السؤال الدائم وهو كيف يمكن وقاية أطفالنا من نزلات البرد؟ وتكون الإجابة كالتالي: * غسل اليدين باستمرار وبالطريقة الصحيحة. * تعقيم الألعاب المشتركة باستمرار وكذلك الأسطح مثل المكاتب ومقابض الأبواب... إلخ. * تغطية الفم عند الكحة أو العطس باستخدام منديل أو كم القميص (وليس اليدين) ثم غسل اليدين فوراً. * عدم مشاركة شخص مصاب بالبرد في استخدام أدوات تناول الطعام أو الأكواب. * عدم لمس المناديل الملوثة أو المتسخة. قسم طب العائلة - عيادة الأطفال الأصحاء