أكد أطباء مختصون وجود فيروسات شرسة تتحدى الأطباء وأن الوقاية تمثل خط الدفاع الأول في مواجهة الأمراض الفيروسية والبكتيريا في موسم الحج خصوصا الحمى الشوكية والانفلونزا الموسمية الذي ينتشر بنسبة 95 في المائة لوجود سلالات مختلفة من الفيروس، لافتين إلى أن التطعيم ضروري لتجنب التعرض للعدوى التي تنتقل عبر الرذاذ وملامسة ومصافحة الآخرين واستخدام أغراض المصاب. وأوصوا على اتباع الإرشادات الصحية والوقائية، ومن أهمها ارتداء الكمامة الواقية، وتجنب أماكن الازدحام، لعدم نقل العدوى إلى الأصحاء. الحمّى الشوكية حذرت استشارية الفيروسات في جدة الدكتورة إلهام طلعت قطان من التهاون في أخذ التطعيمات الوقائية في موسم الحج، ومنها تطعيم الحمى الشوكية. وأوضحت «أن الالتهابات السحائية التي تسمى الحمى الشوكية هي عدوى تسبب التهاب الغشاء الذي يحيط بالمخ والحبل الشوكي، وهي إما بكتيرية أو فيروسية، موضحة أن العدوى البكتيرية هي أكثر مسببات الإصابة بهذا المرض شيوعا، حيث تبدأ في أي مكان في الجسم ثم تنتشر وتصل إلى المخ أو الحبل الشوكي عن طريق تيار الدم، كما أن الحمى الشوكية البكتيرية تعتبر من الأمراض الخطيرة جدا، ولذلك لا بد من الحرص على التطعيم الذي يستمر مفعوله ثلاث سنوات». فترة الحضانة ولفتت الدكتورة قطان إلى أن الاختلاط المباشر بالمريض والرذاذ المتطاير نتيجة العطس أو السعال من أنف وحلق المريض من أهم طرق انتقال العدوى إلى الشخص السليم، وتتراوح فترة الحضانة من 7 14 يوما، أما مدة العدوى فتستمر حتى يختفي العامل المسبب من إفرازات الأنف والحلق أو حتى 24 ساعة بعد تناول العلاج الدوائي. وعن الأعراض، بينت الدكتورة قطان أن أهم أعراض الحمى الشوكية هي ارتفاع في درجة الحرارة، وتصلب أو تيبس الرقبة، وعدم القدرة على احتمال الضوء أو التحديق في النور، والتقيؤ، والصداع الشديد والشعور بالنعاس، وفقدان الوزن بسرعة، وفي الأطفال تكون التشنجات عند بدء المرض، وقد يظهر في بعض الحالات طفح جلدي. أهمية التطعيم ونصحت الدكتورة قطان للوقاية من المرض «الاهتمام بأخذ التطعيمات الخاصة بالحمى الشوكية قبل التوجه للمشاعر، وهو متوافر في المراكز الصحية والمستشفيات، وأن التطعيم وقائي ويستمر مفعوله لمدة ثلاث سنوات». أما عن انتشار الانفلونزا الموسمية في موسم الحج، أوضحت الدكتورة قطان «الانفلونزا الموسمية من أكثر الأمراض انتشارا في موسم الحج، وتصل نسبة انتشارها إلى 95 في المائة، وذلك لتوافد أعداد كبيرة من حجاج بيت الله الحرام في مكان واحد»، مشيرة إلى أن هناك سلالات عديدة لفيروس الانفلونزا الموسمية في مختلف الدول، وبالتالي فإن انتقال الفيروس من شخص مصاب إلى آخر يكون سهلا إلا في حالة إذا حرص الشخص السليم على التطعيم ضد الانفلونزا الموسمية فإن حدة المرض قد تكون خفيفة جدا، لأن سلالة الفيروس تكون مختلفة وأن التطعيم لعب دورا كبيرا في محاربة الفيروس، ويتوافر التطعيم في الصيدليات بجانب المراكز الصحية. سلالات مختلفة واعتبرت قطان أن «التطعيمات ضد الانفلونزا الموسمية تعطي مناعة ضد ثلاثة أنواع رئيسة لسلالات الفيروسات، وبالتالي فإن الأشخاص الذي حصنوا ضد المرض يكونون أقل عرضة للمرض حتى في وجود سلالات مختلفة من الفيروسات؛ لأن الجسم اكتسب مناعة يستطيع من خلالها الدفاع عن الفيروس الذي يحمله الشخص المصاب». وتنصح الدكتورة قطان جميع ضيوف الرحمن من الداخل والخارج باتخاذ الطرق الوقائية التي تحد من انتشار فيروس الانفلونزا الموسمية، وأهمها استخدام المناديل عند العطاس وغسل اليدين فورا، عدم العطس في اليدين مباشرة ومن ثم مصافحة الآخرين؛ لأن ذلك يعزز من انتقال الفيروس لهم، استخدام المعقمات في تطهير الأيدي، وقبل كل ذلك الحرص على التطعيم ضد فيروس الانفلونزا الموسمية قبل التوجه للمشاعر قبل فترة طويلة. الزكام والرشح وفي السياق نفسه، رأت رئيسة قسم التوعية الصحية في إدارة الرعاية الصحية الأولية ورئيسة لجنة التثقيف الصحي في جدة الدكتورة منيرة خالد بلحمر، أن التهابات الجهاز التنفسي تعتبر من أكثر الأمراض شيوعا طوال أيام العام، ولكنها تزداد بشكل ملحوظ خلال فصل الشتاء وبداية فصل الربيع، وفي الأماكن ذات الكثافة البشرية العالية، كما هو الوضع في منطقة المشاعر المقدسة ومكة المكرمة أثناء موسم الحج، موضحة أن نسبة الإصابة تزداد فيها، وأن انتقالها من الإنسان المصاب إلى السليم يكون أسهل مع توافر الظروف المناخية والبيئية المناسبة لحدوثها، والتي يصعب تفاديها في الحج مثل الازدحام الشديد وتجمع أعداد كبيرة من الناس في أماكن ضيقة مغلقة، والإرهاق الشديد وقلة الراحة والنوم. أعراض المرض وبينت الدكتورة بلحمر أن هذه الأمراض تسبب آلاما في الحلق وارتفاعا في درجة الحرارة والزكام، إضافة إلى آلام في الجسم والمفاصل وسعال في بعض الحالات، ويمكن التخفيف من هذه الأعراض بالإكثار من شرب السوائل المعتدلة الحرارة، وبتناول المسكنات وخافضات الحرارة عند الشعور بارتفاع في درجة الحرارة أو بآلام في الجسم، وإذا استمرت الأعراض أو ساءت الحالة بعد 48 ساعة أو صاحبتها تغيرات في التركيز الذهني، فإنه يتوجب على المريض مراجعة أقرب مركز صحي دون تأخير. التهاب الأغشية وكشفت الدكتورة بلحمر أن نزلات البرد التي تشمل الزكام والرشح تنتج من إصابة المجاري التنفسية العليا بأحد الفيروسات التي تؤدي إلى التهاب الأغشية المخاطية للأنف والبلعوم والحنجرة، وقد يشمل أيضا التهاب اللوزتين، ويسهل انتقال العدوى من شخص مصاب إلى شخص سليم عن طريق الرذاذ الذي يتطاير خصوصا عند السعال أو العطس. ارتداء الكمامة الدكتورة بلحمر تنصح الذين يتعرضون لنزلة البرد أثناء أداء مناسك الحج بارتداء قناع للفم والأنف خصوصا في الساعات الأولى من ظهور الأعراض، حيث تكون نسبة حدوث العدوى عالية؛ وذلك بغرض حماية الأشخاص الذين يرافقون معه في نفس الخيمة أو يشاركونه في وسيلة النقل.