تكثر في فصل الشتاء نسب الإصابة بنزلات البرد، فمن المعروف أنه لا يوجد إنسان إلا وقد أصيب بنزلة برد عدة مرات خلال فترات حياته، حيث تنتشر الإصابة بنزلات البرد في المناطق المعتدلة والباردة خلال فصلي الخريف والشتاء. أما في المناطق الاستوائية أو الحارة فترتبط الإصابة بنزلات البرد بموسم هطول الأمطار أو كثرة التعرض لتقلبات البرودة والحرارة. إصابة فيروسية وعرّف استشاري الأمراض الصدرية في مستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام الدكتور عبدالعزيز النويصر، نزلات البرد بأنها إصابة فيروسية للجزء العلوي من الجهاز التنفسي وخاصة الحلق والأنف، وتحدث نتيجة التعرض لأكثر من 200 نوع من الفيروسات، وبالرغم من كونها مرضاً معديًّا إلا أنها لا تسبب مضاعفات صحية خطيرة، مفرقاً في ذلك بين نزلة البرد وبين الأنفلونزا التي عادة ما تكون خطيرة لكون مسبباتها ثلاثة فيروسات لديها القدرة علي التحور الجيني الأمر الذي يؤدي إلي إنتاج سلالات جديدة ومتغيرة. الأنفلونزا ونزلة البرد وأوضح: أن أعراض نزلة البرد تبدأ تدريجيا على عدة أيام، ويكون أول أعراضها هو احتقان بسيط أو ما يشبه الحكة في الحلق، ثم يعقبها العطس أو سيلان من الأنف ونزول مخاط، ومن الأعراض الشائعة أيضاً السعال وارتفاع درجة الحرارة، وعادة لا يبدو الشخص معتلاً، على عكس أعراض الأنفلونزا التي تظهر بشكل أسرع وغالباً ما تكون أشد، حيث يكون الشخص في الغالب مجهداً ومصاباً بارتفاع مفاجئ في درجة الحرارة – قد يصل إلى 38 أو أكثر، إضافة إلى كحة مفاجئة وجافة (دون بلغم)، صداع شديد وتعب مع الآلام في المفاصل وفقدان الشهية، مبيناً أن الأعراض عادة ما تتحسن بعد أسبوع. وقاية على درجات وأشار إلى أن التطعيم ضد الأنفلونزا مفيد جداً للأطفال و للبالغين؛ للوقاية والتخفيف من حدة الأنفلونزا، وأن أنسب وقت لأخذ التطعيم هو من شهر أكتوبر إلى شهر يناير من كل عام، في حين أكد أنه لا يُوجد لقاح للوقاية من نزلات البرد، إلا بإتباع خطوات وقائية تساعد في تقليل احتمال الإصابة بها مثل: غسل اليدين جيداً بالماء والصابون أو استخدام الكحول، والمحافظة على نظافة المنزل عند إصابة أحد أفراد الأسرة بنزلة برد، تغطية الفم عند العطس باستخدام المناديل الورقية والتخلص منها فوراً، عدم مشاركة الشخص المصاب أفراد العائلة الأكل والشرب مع الحرص على تناول الغذاء الغني بفيتامين سي كالبرتقال، تجنب التدخين ومخالطة المدخنين مما يزيد من حدة الأعراض. لا علاج نهائياً وأكد النويصر أنه لا علاج نهائياً يشفي من نزلات البرد والأنفلونزا، وعادة ما يحتاج المصاب إلى زيارة الطبيب حال حدث ارتفاع في درجة حرارة الجسم يتجاوز 388 درجة مئوية للكبار، و39 للأطفال مصحوباً بتعب وإجهاد شديدين، وتعرق مع رجفة، أو سعال مع إخراج بلغم أصفر أو أخضر، وتستمر الأعراض أكثر من أسبوعين. نصائح علاجية وأشار إلى أن الأدوية المتوفرة في الصيدليات تساعد في تخفيف الأعراض فقط! مرجحاً ضرورة إتباع النصائح العلاجية البسيطة التي يمكن إتباعها بالمنزل للتخفيف من حدة الأعراض مثل: الغرغرة بالماء والملح فهو مفيد في حالات نزلة البرد، حيث يُخفف من ألم الحلق والشعور بالتهيج، كما ينصح باستخدام بخاخ الأنف المحتوي على ماء مملح وتناول الماء والسوائل بكثرة، ومن المهم تجنب المشروبات المحتوية على الكافين، لأنها تزيد من إدرار البول ما قد يؤدي لحدوث جفاف، كما ننصح بالحرص على الراحة فهي تساعد في تنشيط مناعة الجسم وتسهيل القضاء على الفيروسات، كما يمكن للمصاب بنزلة برد تناول مسكنات الألم وخافض للحرارة عند حصول ارتفاع في حرارة الجسم، أو ألم في الحلق أو صداع. مؤكداً أن المضادات الحيوية لا تُفيد إلا في القضاء على البكتيريا، ونزلات البرد هي نتيجة للإصابة بالفيروسات لذا لا ينصح بتناول مضاد حيوي في حال الإصابة بنزلة البرد مما تؤدي إلى إضعاف الجهاز المناعي إلا إذا نصح الطبيب بذلك. يشار إلى أن الإحصائيات الطبية أثبتت أن الشخص البالغ السليم عُرضة لما بين 2 إلى 4 نزلات برد سنوياً.