الجيوب الأنفية هي تجاويف داخل عظام الجمجمة مملوءة بالهواء تحيط بالعينين والأنف، وهي ترتبط بتجاويف الأنف عبر فتحات صغيرة. والتهاب الجيوب الأنفية يعني التهاب الغشاء المحيط بتلك الجيوب أو التجاويف المعقمة والمبطنة بغشاء رقيق يفرز المخاط، وتقوم خلايا شعرية بكسح المخاط لطرد الجسيمات الغريبة والكائنات الدقيقة مثل البكتيريا والفيروسات وكذلك ذرات الغبار. ويتم تصريف المخاط في الأحوال الطبيعية من خلال فتحات صغيرة بين الجيوب الانفية والأنف، ويحدث التهاب الجيوب الأنفية عندما يقع انسداد لهذا النظام الطبيعي في الصرف، يرافقه غالبا عدوى تسبب الزكام أو ما يعرف بحمى الكلأ، ويكون الوضع مؤلما ومزعجا في كلتا الحالتين. ويشفى التهاب الجيوب عادة بدون علاج، لكن قد يعاود الظهور مرة أخرى بأعراض أكثر حدة. وفي الحالات الحادة قد تستمر نوبات التهاب الجيوب لأشهر عديدة. الصداع، ارتفاع في الحرارة، انسداد الأنف وتقرحه مع إفراز كثيف، الإحساس بالألم فوق الجيب المصاب، إحمرار حول العينين في بعض الأحيان، الشعور بامتلاء الرأس عند الانحناء إلى الأمام، ألم في العينين أو الخدين، في بعض الأحيان يرافق الحالة ألم في الأسنان الموجودة أسفل الجيب الأنفي مباشرة، رعشات القشعريرة، وهن يبلغ من الشدة حدا يجعل المريض يلازم الفراش. أماكن الجيوب تسمى الجيوب المختلفة باسم العظام الموجودة فيها، فالجيوب الفقمية تقع في عظام الخد، أما جيوب الجبهة فتقع في المساحة فوق الحاجبين في حين تقع الجيوب الغربالية والوتدية داخل الجمجمة. بشكل عام يحدث التهاب الجيوب الأنفية نتيجة العدوى بأحد فيروسات الزكام الشائعة الناتجة عن الانفلونزا، وقد تنسد هذه الجيوب وتمتلئ بالسوائل مسببة ألما في الوجه، وتحدث معظم الأعراض بعد ثلاثة إلى عشرة أيام من الإصابة بالزكام، ويمكن لحمى القش والحساسيات الأخرى أن تسبب التهاب الجيوب الأنفية أيضا. ويرجع الأطباء الاختصاصيون التهاب الجيوب الأنفية إلى عدوى تسببها البكتريا. حيث توجد في أنف كل إنسان الملايين منها، كما توجد لدى الكثيرين الجراثيم التي تسبب تلك العدوى. تشير معظم الدراسات إلى أن البرد هو أحد أكثر الأسباب التي تثير أو تحفز التهاب الجيوب الأنفية. والشخص البالغ يصاب في المتوسط بنزلتين إلى ثلاث نزلات من البرد سنويًا. أما الطفل فيصاب بست إلى عشر نزلات. ونزلات البرد تنجم عن الإصابة بالفيروسات، وليس البكتريا، ولذلك فإن المضادات الحيوية غير مفيدة في علاجها. إلا أن الفيروسات تتسبب في تورم أنسجة الأنف، الأمر الذي يؤدي أحيانا إلى انسداد الجيوب الأنفية. كما أن البرد يغير أيضا شكل المخاط، إذ يمنعه من تأدية دوره العادي في اصطياد البكتريا. وقد يشعر المصاب بشيء من الضغط في الجيوب الأنفية عند إصابته بالبرد، إلا أن ذلك لا يعني أنه أصيب بالتهابها، أو أنه بحاجة إلى مضادات حيوية. ولا تقود إلا واحدة من 100 نزلة برد إلى التهاب الجيوب الأنفية، العناية الذاتية صنف الاختصاصيون علاج الجيوب الأنفية الى صنفين: التفريغ والمضادات الحيوية. والكثير من المصابين بالتهاب الجيوب الأنفية يشفون سريعا من دون تناول المضادات الحيوية، بل باتباع طريقة التفريغ أو العناية الذاتية من خلال بعض الإجراءات؛ منها: شرب كميات كبيرة من الماء، لأن التروية المائية تساعد على إبقاء المخاط خفيفا وسائلا. تنشّق البخار، وذلك بالاستحمام فترة أطول بالماء الساخن، أو بغلي الماء في إناء واسع والانحناء فوقه بعد تغطية الرأس بمنشفة واستنشاق البخار، وحتى الشاي الساخن أو شوربة الدجاج تكون مساعدة. فالعنصر الفاعل هنا هو البخار، وعلى المريض أن يتنشق البخار من 3 إلى 4 مرات يوميا. وإذا كان الألم لدى المريض في جانب واحد فقط، فعليه أن ينام بوضع جانب وجهه الخالي من الألم على الوسادة، كما يمكن الاستعانة بمسكنات الألم البسيطة، وأن يحاول البقاء داخل حرارة معتدلة. أما إذا استمرت الأعراض دون تحسن خلال 3 إلى 7 أيام،