قال الكرملين أمس الثلاثاء: إن روسيا ستبقي قاعدتين إحداها بحرية والأخرى جوية في سورية قادرتين على تنفيذ ضربات ضد الإرهاب إذا كانت هناك حاجة بعد أن أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب جزء من القوات العسكرية. وأمر بوتين الاثنين بسحب "جزء كبير" من القوة الروسية من سورية وأعلن انتهاء عملها إلى حد بعيد. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف "بفضل اكتمال عملية إنقاذ سورية وتحرير الأراضي السورية من الإرهابيين فلم تعد هناك حاجة لوجود قوة قتالية على نطاق واسع". لكنه أضاف أن روسيا ستبقي على قاعدة حميميم في محافظة اللاذقية والقاعدة البحرية في ميناء طرطوس. وقال بيسكوف "شدد الرئيس على أن الإرهابيين قد يحاولون استعراض القوة مرة أخرى في سورية. وإذا حدث ذلك فسيتم توجيه ضربات ساحقة". من ناحية أخرى تواصلت صباح امس، المحادثات السورية في جنيف باجتماع عقده المبعوث الدولي للأزمة في سورية ستيفان دي ميستورا، مع وفدي النظام والمعارضة السورية، حيث لا تزال المحادثات مستمرة دون أي تقدم يذكر. ورفض وفد النظام مقترحات دي ميستورا التي تفضي إلى مفاوضات مباشرة مع المعارضة، ومناقشة عملية الانتقال السياسي ووثيقة ال12 بندًا المتعلقة بمستقبل سورية، حيث يتمسك بسحب المعارضة بيانها المطالب بعدم مشاركة الأسد في مرحلة الانتقال السياسي. ويأتي هذا التعنت رغم تحذير الأممالمتحدة بإجراء عملية تقييم لتحديد الطرف الذي يعرقل مسار جنيف للتوصل لحل سياسي للأزمة في سورية، وفي ظل رفض وفد النظام لمناقشة أي من السلال التي نص عليها قرار مجلس الأمن رقم 2254 وبيان جنيف 1. رفض المحور الإيراني من جانب آخر أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الثلاثاء رفض أي "محور" إيراني من "البحر المتوسط إلى طهران" وطالب برحيل المقاتلين الإيرانيين المتواجدين في سورية. وقال لودريان "لا للوجود الإيراني وللرغبة الإيرانية في إقامة محور من البحر المتوسط إلى طهران"، وذلك في مقابلة خاصة حول سورية ستبث مساء الثلاثاء على قناة "فرانس 2". وذكر لودريان بأن "إيران توفد مقاتلين وتدعم حزب الله في سورية". وشدد على أن سورية يجب أن تعود "دولة ذات سيادة أي بعيدة عن الضغوط ووجود دول أخرى". ويثير تصاعد نفوذ إيران توترا شديدا مع الدول العربية في المنطقة وتساؤلات في الغرب. بخلاف الولاياتالمتحدة التي تهدد بإعادة النظر في الاتفاق النووي الموقع مع إيران، فإن الأوروبيين وفي مقدمتهم فرنسا، يطالبون بالإبقاء عليه لكن يحثون طهران على إعادة النظر في برنامجها البالستي وعلى اعتماد إستراتيجية أقل "عدوانية" في المنطقة. ودعا روسيا إلى ممارسة ضغوط على بشار الأسد حتى يخفف الحصار عن الغوطة الشرقية بالقرب من دمشق حيث أدى قصف قوات النظام إلى سقوط 200 قتيل من المدنيين في نوفمبر. ومضى يقول "لو كان من الممكن استدعاء الأسد إلى سوتشي (جنوبروسيا) ومطالبته بالتوقف (عن القصف) والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية".