مع نهاية الموسم الماضي على وقع تتويج الهلال بلقبي الدوري وكأس الملك كانت الفرصة مهيأة لأن يعلن لاعب وسط الهلال محمد الشلهوب وزميله المهاجم ياسر القحطاني اعتزالهما الملاعب في ختام مثالي لمسيرتهما الكبيرة مع النادي الأزرق، لكن هذا لم يحدث لأن محمد وياسر اختارا البقاء وقتاً أطول والإدارة والمدرب الأرجنيتني رامون دياز لم يمانعا ذلك، في قرار تبين لاحقا بما لا يدع مجال للشك أنه قرار عاطفي لا أكثر. اللوم هنا يتحمله الأطراف الثلاثة بنسب متفاوتة، فياسر ومحمد ظهر بوضوح عدم قدرتهما على تقديم الإضافة الفنية للهلال وهذا الأمر منذ أعوام وليس وليد لحظة، فكلا النجمين يلازمان دكة البدلاء منذ مواسم طويلة منصرمة مع مدربين مختلفين وفي كل موسم كانت دقائق مشاركتهما تقل بوضوح حتى انتهى بهما الأمر في مباريات كثيرة أن يبقيا خارج قائمة ال18 لاعبا وكان آخرها مباراة الفتح في الجولة الماضية. فيما يخص الإدارة فاعتقد أنها تتحمل الجزء الأكبر من هذا الخطأ لأنها ضحت في مقابل قرارها العاطفي بمواهب واعدة مثل عبدالكريم القحطاني وعبدالمجيد السواط، وحرمت شباناً مثل عبدالرحمن اليامي وماجد النجراني فرصة هم أحق بها في مناسبات كثيرة. الأمر لا يختلف كثيرًا عند دياز، فالأخير لم يعمل على صنع دكة بدلاء تصنع الفارق مع أنه يملك كل الأدوات لذلك ، لأنه سمح للعاطفة بأن تتدخل في اختياراته لبدلائه وعندما احتاج لهذه الدكة لم يجد بجانبه أفضل من ياسر ومحمد وكان رهانه خاسرا ودفع ثمن ذلك في إياب نهائي آسيا. أما عن ياسر ومحمد "صاحب ال30 بطولة بقميص الهلال" فالبقاء على دكة البدلاء تارة ، وخارج قائمة المباريات تارة أخرى لا يخدمهما بقدر ما يشوه مسيرة لامعة يحلم بمثلها لاعبون كثر، من الحكمة أخذ هذا القرار الشجاع بإعلان الاعتزال والحفاظ على الود الكبير الذي يبادلهما إياه المدرج الهلالي قبل أن يتناقص رصيد المحبين. في فترات سابقة كان بقاء محمد وياسر أمرا جدليا في المدرج الهلالي لكن مؤخرًا أصبح الغالبية مع إعلان اعتزالهما، الأمر الذي قاد شريحة كبيرة من الهلاليين لهذا الرأي هو الحالة الفنية المتواضعة التي ظهر عليها الثنائي في المناسبات الأخيرة، هذا الأمر الذي لا يتناسب مع فريق بحجم الهلال ولا حتى بإمكانات وتاريخ هذا الثنائي مع ناديهما. السطر الأخير فئات الهلال السنية مهيمنة على كل البطولات وتخرج مواهب واعدة في الأعوام الأخيرة والفريق الذي شاهدناه في البطولة العربية الصيف الماضي خير دليل على جودة هذه المواهب، من الظلم للهلال أن يتم التضحية بكل هذه المواهب الشابة في مقابل قرارات عاطفية أول من يدفع ثمنها هو النادي الأزرق نفسه.