منذ بدايات القضية الفلسطينية كانت مواقف المملكة العربية السعودية المشرفة، تتسم بالوضوح والصلابة تجاهها، والتاريخ غني بمثل هذه المواقف منذ عهد الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، بقيت هذه المواقف سياسة ثابتة تلتزم بها المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً على الدوام، انطلاقاً من ايمانها أن القضية الفلسطينية هي قضية كل عربي وحر وشريف في هذا العالم، لما وقع فيها من ظلم وعدوان على الشعب الفلسطيني لا يقبل به أي عربي أو حر أو شريف في هذا الكون، إنها قضية الانتصار للعدالة في وجه الظلم والبغي والعدوان. فعندما تؤكد القيادة الفلسطينية وعلى مستوى الرئاسة أن المملكة العربية السعودية أوفت بكامل التزاماتها تجاه دعم الشعب الفلسطيني دون تأخير وذلك عبر تحويلها كامل حصتها والتزامها وفق قرارات القمم العربية وخصوصاً منها المتعلقة بتوفير شبكة الأمان ودعم موازنة دولة فلسطين، اضافة إلى المبالغ الاضافية التي جاءت بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين، يأتي ذلك برهاناً على ثبات هذه السياسة الدائمة والمستمرة من قبل المملكة العربية السعودية، وأن القضية الفلسطينية ستبقى أولويتها وأهميتها تفوق أي انشغال آخر، حيث ظن البعض، أن القضية الفلسطينية تعيش هذه الأثناء أسوأ حالاتها من التهميش، بسبب الانشغال بقضايا الوضع العربي الراهن، وما خلفته الأحداث العربية المأساوية التي تشهدها أكثر من دولة عربية، إلا أن فلسطين وقضيتها، ستبقى الشغل الشاغل، الذي يشغل بال القيادة والشعب السعودي على السواء، وستبقى المملكة العربية السعودية، قدوة للأشقاء العرب في مواصلة دعم صمود الشعب الفلسطيني وقضيته، مادياً كما سياسياً، في مسيرته النضالية، ومسيرة تراكم انجازاته الوطنية، حتى يتمكن من استرداد حقوقه المشروعة في وطنه فلسطين، وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. والمملكة العربية السعودية لم تتخذ يوماً من الأيام موقفاً مؤيداً وداعماً للقضية الفلسطينية من أجل أن يأتيها الشكر والتثمين من أي كان، على هذه المواقف المبدئية، لأن القضية الفلسطينية بالنسبة لها ليست مجرد قضية دولية عابرة، وإنما هي بالفعل قضيتها الأساسية والمركزية، كما قضية جميع الشعوب العربية، وستبقى مواقف المملكة المسؤولة تجاه القضية الفلسطينية، معبرة بحق عن موقفها ومواقف الأمة العربية، ومصوبة ومقومة، لما يجب أن تكون عليه الرؤيا العربية، تجاه فلسطين الشعب والقضية، وخصوصاً في هذه المرحلة الحرجة التي تبذل فيها الجهود الدولية للتوصل إلى حل يؤدي إلى تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، فالمملكة تمثل العمق الاستراتيجي الحقيقي الداعم للموقف الفلسطيني عربياً ودولياً، في وجه الضغوط التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وقيادته. ولذلك فإن الشعب الفلسطيني وقيادته لن ينسوا هذه المواقف المسؤولة والثابتة للمملكة، بل ستبقى محل شكر وتقدير وتثمين واحترام على الدوام، للمملكة قيادة وحكومة وشعباً، من الشعب الفلسطيني وقيادته على السواء.