الأمن والاستقرار من نِعم الله تبارك وتعالى على جميع البشر، به تحلو الحياة الكريمة والهانئة وتنبسط من خلالها الآمال وتطمئن بها الأنفس، وما يتوجب على الإنسان من واجبات ومسؤوليات للقيام بها على أكمل وجه، وخلال زيارة خادم الحرمين الشريفين للمدينة المنورة وفي حفل استقبال الأهالي وتدشينه لعدد من المشروعات التنموية أكد -حفظه الله- في كلمة موجزة "أن المملكة تتمتع بالأمن والاطمئنان والحاج والمعتمر والزائر يحج ويزور المدينةالمنورة ويمشي في هذه البلاد الكبيرة آمناً مطمئناً والحمد لله، يجب علينا أن نشكر ربنا عز وجل على هذه النعمة، والحمد لله رب العالمين". فديننا الإسلامي يرى للأمن شأنًا كبيرًا وموقعًا عظيمًا لأن به صلاح الدنيا والآخرة، وبه صلاح الفرد والمجتمع معًا، فقد جاء "الأمن" في كتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم بصور شَتَّى منها: "أمن النفس" من التعدي عليها؛ وقد أخبر أن قتل نفس واحدة كَقَتْلِ الناس جميعًا.. "أمن العقل" الذي هو مناط التكليف ومحل أوامر الله في عباده، والذي ميّزه به عن سائر المخلوقات.. "أمن العقيدة" بتنقيتها من البدع والخُرَافَاتِ.. "أمن المال" الذي جعله الله قيامًا لحياة بني الإنسان وأمَّنَهُ من التعدي عليه، حفاظًا على المال من الضياع.. "أمن المجتمع" من الفوضى والاضطرابات والنزاعات والشقاق فأوجب طاعة ولاة الأمور في طاعة الله، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ"، فالأمن يتيح للإنسان طلب العلم والتعلّم وأداء الأعمال والقيام بأداء الواجبات الوطنية على أكمل وجه وبكل طمأنينة، فالحياة لا تزدهر ولا تتطور من دون أمن فكيف يحلو العيش إذا انعدم الأمن؟ ستكون الحياة غير مستقرة ويعم الخوف والفوضى وتنعدم الطمأنينة في كل أوجه الحياة فلا يكون هناك تعليم ولا تجارة ولا زراعة ولا أداء لأي من المِهن ولا إقامة لشعائر الدين ولا يطيب طعام أو منام. لذا قُدّمت نِعمة الأمن على نِعمة الرزق في الآية الكريمة قال تعالى: :وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ"، فلنحمد الله ونشكره على هذه النِعمة العظيمة "نِعمة الأمن" التي أسبغها الله علينا وتستوجب الدوام على الطاعات، والبعد عن المحرمات، وأن نكون يدًا واحدة ضد من يريد نشر الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار.