- قال إمام وخطيب مسجد قباء بالمدينة المنورة "الشيخ صالح بن عوّاد المغامسي": "إنَّ البيعة في الشرع هي العهد على الطاعة في المعروف، وخصوصًا لولي الأمر، وهي تتضمن أن المبايع يجعل لولي الأمر النظر في أمر نفسه وأمر المسلمين، ذلك أن إقامة ولي الأمر المسلم من الواجبات الدينية لا تتم مصالح الناس دينيًّا ودنيويًّا إلا بها، وما وقع في سقيفة بني ساعدة الذي نجم عنه مبايعة أبي بكر رضي الله عنه قبيل دفن جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم الطاهر؛ أعظم برهان على عظم هذا الشان في الإسلام، وقول أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: "لا بد للناس من أمير، بر أو فاجر، يعمل فيه المؤمن ويستمتع فيه الكافر، ويبلغ الله فيه الأجل". وأشار "المغامسي" إلى أنَّ شأن البيعة في الإسلام عظيم، فتركها صنيع أهل الجاهلية، وخلعها -عياذًا بالله- يجعل العبد يلقى الله ولا حجة له، ولزومها طاعة وقربة وسنة وعمل بهدي المسلمين، والكمال عزيز وإن كان منشودًا، والتقصير حاصل وإن كان مكروهًا، وحسبنا أن نبينا صلى الله عليه وسلم قرن السمع والطاعة لولي الأمر بعبادات عظيمة؛ فقال عليه السلام: "أيها الناس، أطيعوا ربكم، وصلوا خمسكم، وأدوا زكاة أموالكم، وأطيعوا أمراءكم، تدخلوا جنة ربكم". وأضاف: "قد قام المسلمون في هذه البلاد خاصتهم وعامتهم، وفي مقدمتهم أهل الحل والعقد من الأمراء والعلماء والأئمة، بمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ملكاً على هذه البلاد المباركة، وبايعوا بناء على اختياره ومشورته -وفقه الله- صاحب السمو الملكي "الأمير محمد بن نايف" ولياً للعهد، وصاحب السمو الملكي "الأمير محمد بن سلمان" ولياً لولي العهد، ومضى على ذلك عامان بحمد الله والبلاد في أمن وطمأنينة واجتماع كلمة، فاللهم ارزقنا شكر نعمتك وأسبغ علينا من فضلك، إنك ولي حميد" بحسب صحيفة سبق.