يشارك وفد الحكومة السورية في مفاوضات السلام التي ترعاها الأممالمتحدةبجنيف، بعدما أرجأ قدومه يوماً واحداً احتجاجاً على تمسك وفد المعارضة "بشروط مسبقة"، في إشارة إلى مطلب تنحي بشار الأسد. واستهل الموفد الدولي الخاص إلى سورية ستافان دي ميستورا الجولة الثلاثاء بلقاء المعارضة السورية التي تشارك للمرة الأولى بوفد موحد يضم مختلف أطيافها. وتصطدم جولة المفاوضات الحالية على غرار الجولات الماضية بمصير بشار، مع تأكيد رئيس وفد المعارضة نصر الحريري فور وصوله الاثنين إلى جنيف أن "الانتقال السياسي الذي يحقق رحيل الأسد في بداية المرحلة الانتقالية هو هدفنا". إثر ذلك، أبلغ الوفد الحكومي دي ميستورا قراره بإرجاء موعد وصوله، قبل أن تثمر اتصالات أجرتها الأممالمتحدة وروسيا مع دمشق تحديد موعد وصوله الأربعاء إلى جنيف. وأوضح مصدر سوري مطلع أن قرار المجيء إلى جنيف جاء بعدما تعهد دي ميستورا للوفد الحكومي "ألا تتضمن هذه الجولة أي لقاء مباشر مع وفد المعارضة، وعدم التطرق بأي شكل من الأشكال إلى بيان الرياض والشروط التي تضمنها". وعقدت قوى المعارضة السورية الأسبوع الماضي اجتماعاً في الرياض شكلت خلاله وفداً موحداً إلى المفاوضات، وأكدت في بيان ختامي على مطلبها برحيل بشار الأسد عن السلطة قبل المضي قدماً في أي مرحلة انتقال سياسي. ومن المقرر أن يزور دي ميستورا الوفد الحكومي في مقر إقامته في جنيف لعقد اجتماع "تحضيري"، على أن يعقد أولى لقاءاته الرسمية معه بعد ذلك في مقر الأممالمتحدة. وتتوقع مصادر دبلوماسية في جنيف أن تخفض المعارضة السورية سقف شروطها لإعطاء دفع للمحادثات الهادفة إلى إيجاد حل سياسي للنزاع الذي أودى بحياة أكثر من 340 ألف شخص منذ العام 2011. وقال مصدر دبلوماسي أوروبي رفض الكشف عن اسمه لصحافيين الثلاثاء "ننتظر أن يكونوا المعارضة واقعيين ومرنين". وسبق أن دعا ميستورا المعارضة السورية في سبتمبر إلى التحلي "بالواقعية" وإلى أن تدرك أنها "لم تربح الحرب". وينفي قياديون في وفد المعارضة تعرضهم لأي ضغوط. وتتهم المعارضة موسكو الداعمة لدمشق بمحاولة "الالتفاف على مسار جنيف" وممارسة الضغوط للتوصل إلى تسوية تستثني مصير الأسد.