لقي أحد رجال الشرطة الباكستانية مصرعه وأصيب ما يزيد على 230 شخصاً بجروح خلال اشتباكات اندلعت صباح يوم السبت عندما حاولت الشرطة فض الاعتصام الذي تقوده إحدى المنظمات الدينية منذ السابع من نوفمبر الجاري على أحد المعابر الرئيسية المؤدية إلى العاصمة الباكستانية إسلام آباد. وأدى فشل الشرطة في فض الاعتصام إلى توسع دائرة الاحتجاجات إلى جميع أنحاء باكستان، واستخدمت قوات الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين على تقاطع فيض آباد المعبر الرئيسي إلى العاصمة، لكنها واجهت مقاومة شرسة من قبل المحتجين الذين رشقوها بالحجارة. واعتقلت قوات الشرطة أكثر من 160 شخصاً من المحتجين الذين أحرقوا أكثر من عشر سيارات للشرطة بالقرب من موقع الاعتصام، وفي النهاية اضطرت الشرطة إلى سحب قواتها بعد فشلها في تفريق المعتصمين. واتسعت دائرة الاحتجاجات لتضم جميع أنحاء باكستان، حيث خرج الآلاف من المحتجين المؤيدين للاعتصام إلى الشوارع وأغلقوا الطرق الداخلية في معظم المدن والطرق السريعة ومحطات الحافلات ومحطات القطارات، وشهدت مدينة كراتشي عاصمة إقليم السند اشتباكات شرسة بين الشرطة والمحتجين أسفرت عن إصابة نحو ثلاثين شخصاً بجروح. وفي مدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب أغلق المحتجون جميع الطرق الداخلية ومحطة القطارات ومحطات حافلات الميترو وأضرموا النار في أحد مراكز الشرطة، وأغلقوا الطريق السريع المؤدي إلى إسلام آباد، وفي مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة إسلام آباد التي تضم مقر قيادة الجيش ورئاسة الأركان المشتركة والقيادة الخلفية للقوات الجوية وقاعدة نور خان الجوية ومطار إسلام آباد، نشرت قوات الجيش وحدات التحرك السريع للسيطرة على أي ظروف قد تخرج عن السيطرة، كما وردت أنباء من مختلف مدن وبلدات إقليم البنجاب عن تعرض مراكز الشرطة لاعتداءات. من جانبها، أغلقت السلطات الحكومية بث القنوات الإخبارية الخاصة، كما حجبت مواقع التواصل الاجتماعي مثل "يو تيوب" و"فيس بوك" و "تويتر" في محاولة منها لمنع قادة الاعتصام من تحريض الشعب أو مناشدة أنصارهم في باقي المدن، وجمدت السلطات خدمة الهواتف الخلوية وخدمة الانترنت في الأحياء القريبة من موقع الاعتصام. وتم إعلان حالة الطوارئ في مستشفيات مدينة إسلام آباد ومدينة راولبندي المجاورة لاستقبال الضحايا، واضطرت السلطات في إسلام آباد الى إغلاق جميع منافذ المدنية والطرق الرئيسية الداخلية لمنع المحتجين من الوصول إلى المباني الحكومية الحساسة، ومنعهم من الحصول على الدعم والتموين من الخارج. واستدعت الحكومة كتيبة من قوات الجيش لتعزيز حماية المباني الحساسة والمقار الحكومية والحي الدبلوماسي. من جانبه، حث رئيس أركان الجيش الباكستاني الجنرال قمر جاويد باجوه السلطات الحكومية والمحتجين في العاصمة إسلام آباد على تجنب العنف والسعي إلى حل الوضع سلمياً. وأوضح بيان صادر عن الإدارة الإعلامية للجيش الباكستاني أن الجنرال قمر جاويد باوجوه أجرى اتصالاً هاتفياً برئيس الوزراء شاهد خاقان عباسي وطلب منه أن يأمر السلطات الحكومية بالسعي لحل أزمة المحتجين سلمياً دون اللجوء إلى العنف. ويقود الاعتصام في إسلام آباد، خادم حسين رضوي زعيم احدى المنظمات الدينية التي تطالب باستقالة وزير القانون زاهد حامد احتجاجاً على التعديلات التي أجرتها الحكومة الباكستانية مؤخراً في قانون الانتخابات. وبالرغم من تراجع الحكومة عن ذلك التعديل إلا أن المنظمة تصر على استقالة الوزير زاهد حامد. جانب من الاحتجاجات التي تعم مدن باكستان