لا أعرف من قائل: "لو كان الحظ رجلاً لقتلته"، وأنّى يكن فأستعير منه العبارة وبعد تصرف أقول: "لو كان حظ الهلال رجلاً لقتلته". أقول ذلك بعد أن واصل الحظ لعبة العناد مع الهلال في السماح له بتحقيق كأس دوري أبطال آسيا، فالفريق قدم طوال تاريخ البطولة مهرها بأغلى الأثمان، لكنها أبت أن تنصاع له، مرة بلعبة تحكيم ومرات أكثر بلعبة الحظ. في هذه النسخة ارتدى الهلال ثياب البطل منذ بدايتها حتى أنه لم يخسر طوال جولات البطولة حتى الدور النهائي فتعادل في الرياض بنتيجة 1-1، وكان في قمة عطائه، وخسر 1-صفر في سايتاما اليابانية وكان الأفضل، لكن قال الحظ كلمته وأهدى اليابانيين اللقب. لا لوم على الهلال، فلا شيء يمكن أن يقدم لتحقيق اللقب لم يقدمه، مالياً وعناصرياً وفنياً، لكنها كرة القدم التي تمنعت في آخر محطة أن تهز الشباك اليابانية، في حين تغنجت لليابانيين، وقدمت لهم الكأس على طبق من ذهب. أي حظ هذا الذي حرم الهلال من الاستفادة من مهاجمه البرازيلي كارلوس إدواردو أفضل لاعبيه في أهم مرحلة من مراحل البطولة وهو يوم التتويج؟، وأي حظ هذا الذي لعب لعبته مع المهاجم السوري عمر خربين فأصابه مع بداية المباراة ليجبره على مغادرة الملعب في أصعب دقائق المباراة؟، وأي حظ هو الذي رفض أن يستميله الاستحواذ المطلق، والهجمات المتلاحقة، والروح القتالية؟. خسر الهلال اللقب وهو أحق به، وتلك نواميس كرة القدم، فليس الأفضل يفوز دائماً، وهو ما يجب أن تعيه جماهيره، بأن فريقها لا زال سيد الروعة، ومصدر الإمتاع، لم تخدش شيئاً من جماليته خسارة لقب، ولم تهز من زعامته خسارة بطولة، وإن كان بحجم دوري أبطال آسيا. ما يجب أن يعيه الهلاليون أن فريقهم الذي لم ينكسر قبلاً على الرغم من كل الظروف، لن ينكسر اليوم، لذا سيبقى هو المقاتل الذي لا يسقط وإن خسر، وسيعود من جديد منافساً على ذات اللقب، وسيحققه يوماً ما رغماً عن أنف الحظ. اليوم وحيث يعود "الزعيم" إلى الرياض آمل أن تستقبله جماهيره استقبال الأبطال، ليبقى اللاعبون مرفوعي الرأس، من أجل الهلال، ومن أجل الوطن، ليبقى هؤلاء النجوم متلألئين في سماء ناديهم ومنتخب بلادهم.