لم يكن أكثر المتشائمين يتوقع أن يحدث ذلك السيناريو الذي حدث للهلال في أول سبع دقائق أمام أوراوا الياباني في ذهاب نهائي دوري أبطال آسيا 2017م، حين استقبلت شباكه هدفًا مبكرًا على أرضه وخسر في اللحظة ذاتها نجمه الأبرز لاعب الوسط البرازيلي كارلوس إدواردو الذي خرج بإصابة قوية ربما تغيبه في الغالب عن مواجهة الرد على ملعب سايتاما 2002، اللحظة التي اعتقد كثيرون أنَّها النهاية الباكرة لطموح "الزعيم" في استرداد لقبه المسلوب، قبل أن يعود بشخصية البطل ليتماسك ويستحوذ على الملعب بالكامل في بقية دقائق الشوط الأول وأجزاء كبيرة من الشوط الثاني؛ مسجلًا هدف التعادل، ومهدرًا أكثر من أربع فرص محققة كانت كفيلة بحسم الأمور لصالح الهلال، لكن سوء الحظ وعدم التوفيق لازما الفريق بشكل غريب!. نعم كان بالإمكان أفضل مما كان، لكن على الهلاليين أن ينفضوا عن أنفسهم غبار الإحباط، وأن يتركوا كل ما حدث خلف ظهورهم، وأن يواجهوا خصمهم في اليابان بعزمٍ لا يلين، وروح لا تُزهق بسهولة، وأجساد لا تُرهق قبل أن تتحقق البطولة!. لم يخسر الهلال بنتيجة كبيرة حتى يسمح الهلاليون لليأس والإحباط بأن يتسللا إلى نفوسهم، الهلال تعادل على أرضه بهدف، وأضاع الكثير من الفرص التي يمكن أن تتهيأ أيضًا في اليابان، وحينها سيكون المهاجم عمر خربين في يومه بإذن الله، وسيكون لاعبي الوسط سالم الدوسري ونواف العابد وسلمان الفرج وبقية رفاقهم أفضل مما كان!. لم تكن نتيجة التعادل 1-1 هي النتيجة التي كان يرجوها الهلاليون لتسهيل مهمتهم في اليابان، لكنها أيضًا ليست النتيجة التي تستحق أن تهز ثقتهم بأنفسهم، وتجبرهم على رمي المنديل، وما فعله "الزعيم" بعد الدقيقة السابعة، وقدرته على تجاوز الصدمة والعودة بكل قوة؛ يؤكد أننا أمام فريق ثقيل وبطل ويملك شخصية الفريق القادر على أن يقلب الطاولة على خصمه الذي ظهر أقل قدرة وإمكانيات من الهلال، وأن هذا الخصم لم يكن يملك بالأمس سوى التنظيم الجيد وجناحه البرازيلي رافائيل داسيلفا والكثير الكثير من الحظ الذي سيخذله بإذن الله في الإياب كما خذل الهلال البارحة!. فوز الهلال بأي نتيجة أو تعادله بأكثر من هدف يجلبان له اللقب، وتعادله بهدف يمدد زمن المباراة، والفريق الياباني كما شاهدناه في هذه البطولة وبالأمس تحديدًا ليس الفريق الذي لا يُهزم حتى وإن كان على ملعبه، فعن أي مهمة مستحيلة يتحدث المُحبَطون والمُحبِطون سواء من عشاق الهلال أو كارهيه، أما المتفائلون والواثقون فعليهم أن يرفعوا صوتهم ليصل إلى مسامع نجوم الهلال: "بإذن الله.. في اليابان.. سيكون كل شيء أفضل مما كان"!.