يوماً بعد آخر تتجلى نتائج القرارات الأخيرة التي يمكن وصفها بمسرعات التنمية والاستقرار بما لها من انعكاسات على واقعنا الوطني بعد سنوات من التأجيل والحذر من التنفيذ خوفاً من عواقب كان يظن البعض أنها ستؤثر على هذا الكيان العظيم الذي يشرفنا الانتماء إليه. خارجياً.. تغاضينا طويلاً عن التهديدات التي تمثلها مليشيا الحوثي المدعومة من إيران حتى بلغت قلب العاصمة اليمنية صنعاء وأصبحت على مشارف حاضرة الجنوب عدن، وكنّا سنجعل بصمتنا وحيادنا من هذا الانقلاب على الشرعية شوكة حقيقية على حدودنا ونجعل من ترابنا مرمى لصواريخ طهران التي تشن حرباً جبانة على بلادنا بالوكالة عبر أذنابها دون أن تجرؤ على مواجهتنا بشكل مباشر. تحرك الحزم والعزم في الأشهر الأولى من العهد الجديد ليوجه الملك سلمان يحفظه الله بشن حرب حتمية قادها الأمير محمد بن سلمان لتحييد هذا الخطر، وتدمير المئات من الصواريخ الباليستية التي اشتراها المخلوع صالح من مقدرات الشعب اليمني ليسلمها طوعاً وخيانة لأعداء الأمس. تخيلوا معي لو أن هذه الترسانة وقعت كلها في يد مليشيا إيرانية الولاء والانتماء، هل كانت لتتأخر في استهداف مقدساتنا ومدننا بها جميعاً كما فعلت أكثر من مرة مع أقل القليل من الصواريخ التي قامت بتخزينها في بيوت المدنيين أو تهريبها تحت غطاء المساعدات الإنسانية؟ تلك الحرب وما رافقها من معارك سياسية على أكثر من جبهة أعادت للمملكة دورها الطبيعي كقوة دولية مؤثرة اعتماداً على ثقلها الديني والاقتصادي والاستراتيجي، وجعلت منها خصماً يحسب له الأصدقاء قبل الأعداء ألف حساب. حروبنا الداخلية على التشدد والفساد لم تكن أقل تحدياً فبعد أن أصبحت بلادنا في ظل غياب الترفيه أشبه بسجن كبير تتسابق العائلات والأفراد للخروج منه مع كل إجازة انعكست الآية لتصبح بلادنا مقصد الفرق العالمية والحفلات الموسيقية الراقية لأشهر العازفين والفنانين، وهو الأمر الذي انعكس على نفسيات الناس وأذاب الجليد عن أرواحهم المقيدة بمفاهيم بعيدة عن ديننا المتسامح وطبيعتنا المحبة للحياة فأصبحوا أكثر إقبالاً على العمل والإبداع وأكثر بعداً عن التطرف والجمود وهذا ما يصنعه الترفيه الحقيقي. مؤخراً.. كانت هناك مواجهة جادة مع الفساد.. مواجهة كانت رغم ضرورتها مؤجلة لسنوات كنّا فيها بحاجة لتوفير كل هذه الفوائض من عصر الطفرة للجوء إليها في هذه المرحلة الراهنة التي نكافح فيها من أجل الحفاظ على المستوى الذي نأمله من الرفاهية والرخاء. ثلاث حروب حاسمة.. وبينها العشرات من المعارك التي يتصدى لها ولي العهد بتوجيه مباشر من الملك المفدى لذا فإنه ليس من المستغرب أن يكون هو شخصياً الهدف الأبرز لكل هذه الحملات الإعلامية التي تستهدف بلادنا، وكل خطوة تأخذنا نحو المستقبل. ومع احتدام حملات التشكيك التي تنسج من خيالها واقعاً مغايراً لأهدافنا وغاياتنا من كل مبادرة أو مواجهة في الداخل والخارج تزداد الثقة والدعم الشعبي الكامل للأمير محمد بن سلمان في مواجهة تلك الحملات التي لن تزيدنا إلا تلاحماً مع القيادة وتأييداً لقراراتها المصيرية التي تمثل أمل هذا الوطن ومستقبله المنشود.