تعتبر مواجهات "الديربي" من أهم المباريات في دوريات العالم كافة، وتحظى باهتمام وحضور جماهيري كبيرين، إضافة الى انها ترفع من مستوى البطولة والتنافس بين جميع الفرق، وفي الكرة السعودية تراجعت أهمية مثل هذه المواجهات في الآونة الأخيرة من عدة نواح، أولها الاهتمام الجماهيري الذي يعد الوقود الحقيقي لإشعال التنافس بين الجارين. وعزا البعض التراجع إلى أسباب متنوعة، وأبرزها الفارق الفني الحاصل بين الفرق، وباتت المباريات شبه محسومة في الرياض لصالح الهلال، وفِي جدة لصالح الأهلي اللذين كانا لهما حضور محلي وخارجي مما يؤكد ثبات مستواهما وتطورهما عن منافسيهما بمراحل، حتى أنه في الدور الأول في مواجهتي الذهاب بين الفرق الأربعة في دوري السعودي للمحترفين بلغ عدد الحضور الجماهيري لديربي العاصمة 17879 متفرجا، و"ديربي" جدة 21358 متفرجا ، وهذا مؤشر على تراجع الحضور الجماهيري، فضلا عن نسبة الاستحواذ بين الهلال والنصر التي وصلت 71% مقابل 29%، مما يعكس الفارق الكبير، والخلل في مستوى القوة والتنافس. للتعليق على تراجع مستوى "الديربيات" السعودية يقول لاعب وسط النصر السابق والمدرب الوطني صالح المطلق: "المستويات الفنية للاعبين قلت كثيرا عن نجوم السابق ونشاهد اغلب الحاليين مستوياتهم متفاوتة وغير ثابتة، ايضاً الفرق لم تعد تستطيع الثبات على رتم فني عال أو محدد لأكثر من ثلاث مواجهات متتالية، وهذا بات واضحا للجميع بدليل الغياب للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم عن الإنجازات لفترة طويلة، اضف إلى ذلك وعي الجمهور الرياضي المتابع للمباريات والحريص على حضور المدرجات والاستمتاع بكل تفاصيل المباراة ، إذ اصبح أكثر معرفة ودراية بأدق التفاصيل وهو لا يبحث عن متعة كروية فقط ، بل يهتم بمستوى الفريق واللاعب وقبل ذلك أخلاقيات النجوم وانضباطهم التكتيكي والفني داخل الميدان". وأضاف: العزوف الجماهيري له أسباب هامة يجب أن ينظر لها اللاعب قبل الفريق والقائمين عليه، ونؤكد أن أخلاق اللاعب أهم دوافع المشجع الرياضي للحضور، وغياب النجم المهاري عن مواجهات "الديربي" له إسهام كبير في انحدار مستوى اللقاء وابتعاد الجمهور عن التواجد، ولكن المهارة لابد أن تقترن بالعطاء والخلق الرفيع داخل وخارج الملعب، والتنافس الحالي فقط على ورق بالصحف والبرامج الرياضية أو كلام بعيد عن الواقع ببرامج التواصل الإجتماعي، ولكن داخل الملعب ليس هناك تنافس حقيقي و"ديربي" بمعناه الذي سمي لاجله . الإحصائيات تؤكد التراجع أوضح مهاجم الهلال السابق سعد مبارك إن هناك العديد من الأسباب التي خففت من ظهور "الديربي" بمستواه المأمول والذي كنّا نراها في الماضي، ومن أهمها هو الفارق الفني مابين الفرق والتفاوت الملحوظ بمستواهم الحالي وقال: "ما نشاهده هذا الموسم تحديداً يؤكد غياب هيبة "الديربي" الذي يترقبه الجمهور الرياضي باطيافه ويحرص عليه حتى لو كانت الجماهير لا تساند الفريقين اللذين سيلعبان اللقاء، ولكنها تترقب وتنتظر المتعة والإثارة بينهما". مؤكداً إن الأسباب متعددة، وإثارتها إعلامياً بعيداً عن الإثارة الحقيقية داخل المستطيل الأخضر قلل من حضورها القوي، إضافة الى الغياب الجماهيري عن المدرجات أيضاً أضعف هذه المواجهات التنافسية التي بين قطبي المنطقة الواحدة وخصوصاً مواجهات الهلال والنصر في العاصمة والاتحاد والأهلي في جدة. وأضاف: "لغة الأرقام والاحصائيات اثبتت فعلياً ضعف "الديربي" وغيابه عن هيبته التي عرف بها لزمن طويل، واللقاء الأخير الذي جمع قطبي العاصمة الهلال والنصر أكد ذلك من خلال الاستحواذ خلال مجريات اللعب، والتي ظهرت فيها الفوارق الفنية واضحة وبارزة حتى لو كانت النتيجة متقاربة، وغياب "الديربي" او ضعفه يؤثر على مستوى الكرة السعودية بشكل عام، والمنتخب هو المتضرر الأكبر من انخفاض مستوى أي من هذه الفرق الكبيرة والتي تعودنا أن تعطي مواجهاتها ندية وحضورا قبل وبعد المباراة، لذلك اتمنى إن تعود مجدداً للمنافسة والحضور الفني القوي حتى تستعيد الكرة السعودية هيبتها على الأصعدة كافة. ظروف مختلفة أرجع لاعب وسط الاتحاد السابق مناف ابو شقير أسباب تراجع مستوى "الديربي" بين قطبي الغربية تحديداً الى الشحن السلبي في مواقع التواصل الإجتماعي من بعض الجماهير المتعصبة لتشجيع الفرق وقال: "انخفاض مستوى الاتحاد ساهم بشكل كبير في غياب قوة "الديربي" وحضوره الفني الذي اعتادت عليه الجماهير والمتابع الرياضي، وفي الأعوام الثلاث الأخيرة بدأنا نلاحظ التطور الفني الكبير للهلال والأهلي في الوقت الذي بدأ فيه النصر والاتحاد بالتراجع بسبب ظروف مختلفة اثرت عليهما وعلى عطاء الفريق الفني داخل الملعب، وهذا جعل إثارة المباريات التنافسية بين هذه الفرق تنخفض وتتراجع من الناحية الفنية وبالتالي غاب معها الحضور الجماهيري وبدأت تقل أهميتها". واختتم ابو شقير حديثه بالقول: "التنافس الفني غائب ولكن الزخم الإعلامي المبالغ فيه بوسائل الإعلام كافة، ومواقع التواصل الإجتماعي وخصوصاً "تويتر" جعل هناك ضجيجا دون مردود حقيقي من الناحية الفنية والتنافسية بنتيجة المباراة ونديتها التي اعتدنا عليها منذ أعوام. معالم "الديربي" تغيرت خالف المهاجم العُماني عماد الحوسني الذي مثل الأهلي السعودي سابقا الآراء حول الحضور الجماهيري بالقول: "الجماهير لازالت تزحف خلف مواجهات الديربي سواء كانت بين الهلال والنصر أو "ديربي" الغربية بين الاهلي والاتحاد، وتعطيه اهتماما كبيرا قبل وبعد المباراة ومن خلال تواجدي مع الاهلي لمست اهتمام الجمهور بلقاء "الديربي" تحديداً ، وحرصهم على فوز الفريق الذي يشجعونه، ويتواجدون في التدريبات بكثرة قبل اللقاء لدعم اللاعبين والفريق بالكامل. وأضاف: "الفارق الحالي بين مواجهات "الديربي" السابقة والحالية، هو المستوى الفني الذي تميز فيه الأهلي عن غريمه الاتحاد وتفوق به ايضا الهلال عن منافسه النصر، وهذا يعود الى الاستقرار الفني للهلال والأهلي والتواجد الإداري الفعّال من إدارة الناديين والشرفيين، إضافة الى تواجد العنصر الأجنبي المميز في صفوفهما، وتقديمه للفارق الفني خلال مباريات الفريق. الأهلي تفوق في الفترة الأخيرة على الاتحاد المطلق: أخلاق اللاعبين أثَّرت على المدرجات مبارك: الأرقام والإحصائيات كشفت حال النصر أبوشقير: التنافس الفني غائب.. والإعلام يبالغ بالإثارة الحوسني: الوضع لم يتغير.. والأهلي والهلال سحبا البساط