لا صوت يعلو هذه الأيام فوق صوت ديربي جدة بين العملاقين الأهلي والاتحاد، والذي سوف يقام لأول مرة في ملعب الملك عبدالله الجوهرة المضيئة، ولا شك أن الديربي هذه المرة غير لا لأنه سوف يكون بين قطبي جدة، ولكن لأنه تنافس محموم بين اللاعبين والجماهير لتسجيل أرقام جديدة وتحطيم أرقام رصدت من قبل، سواء على مستوى الحضور الجماهيري الذي أعتقد أنه سيشهد أكبر حضور جماهيري يشهده ديربي جدة منذ تأسيس الفريقين، أو على مستوى التهديف بين اللاعبين على هذا الملعب من حيث الكم والكيف. الأهلي أكثر جاهزية ودافعية لتحقيق الفوز والعودة للصدارة من النصر الذي تركها يوماً واحداً للأهلي وسرعان ما استردها. كل المؤشرات على الورق تعطينا أن الأهلي دربه أخضر لقوة عناصره واستقراره الإداري والفني، ويبدو أن الأهلي هذه المرة لن يدع الفرصة تمر وتذهب سدى. في المقابل نجد النقيض في الاتحاد سواء على مستوى الروح والعناصر والاستقرار الفني فهي في تذبذب في اتجاه هابط (أحمر)، خاصة في جهازه الفني الذي تغير ثلاث مرات بمدربين يحملون ثلاث مدارس تمثل الأول في القروني، وهو مدرب وطني ثم المصري ويحمل طابع الكرة الأفريقية، ثم أوربي وهو المدرب الحالي الذي اعتقد أن تذكرة عودته لدياره قد (طبعت) في حال خسارة الديربي. الأهلي قادم من انتصارات متتالية .. عناصر الاتحاد والاستقرار النفسي والإداري والفني كذلك تصب في مصلحة الأهلي، عكس الاتحاد الذي تغير جهازه الفني مرتين من قبل، فهو مذبذب في مستواه وحتى مبارياته التي كسبها في بداية الدوري كانت بشق الأنفس، ودائماً ما يكون فيها مهزوما فيقلبها في الشوط الثاني وتحديداً في دقائقه الأخيرة. الأهلي النادي الوحيد الذي لم يخسر أي مباراة بالدوري حتى الآن وسجل في آخر سبع جولات ستة انتصارات، وتعثر في مباراة الفيصلي بتعادل ثم عاد وواصل انتصاراته في الجولتين الأخيرتين، وهو الأكثر هجوماً ودفاعاً ولو جمعنا ما له وما عليه من اهداف لوجدنا حصيلته النهائية +17. وفي النقيض الاتحاد الذي كان آخر انتصار له في الجولة السابعة أمام الخليج تعادل بعدها مع الهلال وتعرض لأربع هزائم متتالية أمام النصر وهجر والتعاون والشباب، وهذا الأمر لم يحدث للاتحاد منذ زمن بأن يتعرض لمثل هذه الهزائم في ظرف أربع جولات ولو حسبنا ما له وما عليه من أهداف أصبح حصيلته النهائية +4 أهداف فقط. نعلم أن هذا الديربي لا يخضع لظروف وأحوال وخطط وتكتيك فاللاعبون في مثل هذه المباريات يخرجون كل ما عندهم على الرغم من المركز المتأخر للاتحاد فهو خامس وبفارق تسع نقاط عن الأهلي، وكلنا نتذكر في عام 2012 وبالتحديد في الجولة 24عندما كان الأهلي بحاجة لفوز أمام الاتحاد، ليضمن بطولة الدوري ففاز الاتحاد في أسوأ ظروفه، وكان وقتها في المركز السابع وجدد الأمل لنادي الشباب الذي استغل هذه الهدية وحقق بطولة الدوري. ديربي جدة هو أيضاً غير مثل مدينته، ولن يخلو من المتعة التي دائماً ما تحضر وخاصة التنافس الجماهيري الساخن الذي سوف يكون على مستوى الحدث، وصدقوني ستكون هذه المباراة حديث الشارع الرياضي، وكل ما نتمناه أن يغيب عنه الشد العصبي بين اللاعبين الذي لو حدث فإنه سوف يسخن المدرجات لدرجة الجنون. إذاً هي الجولة الأخيرة في النصف الأول من الدوري وبطل الشتاء أصبح محصوراً بين النصر المرشح الأكبر، أو الأهلي الذي لن يكتفي بفوزه فقط على الاتحاد فهو أيضاً بمساعدة صديق وهو الشباب ليعرقل النصر. نتمنى متعة لنا وللجماهير الصديقة التي تشاهد هذه المباراة من الدولة المجاورة والتوفيق للفريقين بتقديم مباراة جميلة تليق بحجم المتابعة والتغطية الإعلامية، وأن تخلوا مما يفسد جمالها خاصة أن ديربي جدة هو آخر ديربيات الكرة السعودية هذا العام 2014. توقع شخصي النتيجة 4-3 للأهلي .