في ديربي هذا المساء حيث يلتقي النصر والهلال.. لا أحد من المتابعين يتوقع أن يشاهد مباراة من الطراز الكروي الرفيع، لا لشيء إلا لأن مواجهة الفريقين ومنذ عدة أعوام باتت لا تتميز سوى باسم طرفيها، بينما يكون المستوى الفني على المستطيل الأخضر عاديا جدا إن لم يكن باهتا..! لا شك أن تراجع نديّة المواجهة بين قطبي العاصمة وهبوط الأداء مرتبط بتراجع الكرة السعودية عموما، فها هي الإشكالات تتراكم بصورة تحرج الجهات المسؤولة الساعية إلى تجديد روح العمل قبل أن تصطدم بحزمة مصاعب متشابكة تحتاج إلى تسريع وشفافية وابتعاد عن الروتين السابق. لقاءات النصر والهلال في الأعوام الأخيرة تكاد تكون من طرف واحد، يشهد على ذلك معدل الحضور الجماهيري للفريقين في اللقاءات الثنائية وكذلك النتائج الماثلة للعيان، ومواجهة هذا المساء لا تخرج عن السياق فالترشيحات كلها تصب لصالح الأزرق الأفضل إداريا وفنيا ومعنويا.. مع ذلك لا يزال الكثير من الهلاليين ينظرون لمثل هذا الترشيح على أنه مجرد محاولة تخدير لا أكثر..! أفضلية الهلال لا تعني التسليم بانتصاره فالعالمي اعتاد على الظهور بشكل مغاير أمام الجار، وإن كان هذا الظهور يرضخ في النهاية لمنطق التفوق، صحيح أن الجمهور اعتاد مقولة «مواجهة الديربي لا تخضع للمقاييس» لكن الأصح أن تفوق الاتحاد والهلال على جاريهما الأهلي والنصر طوال الأعوام الأخيرة يؤكد أن مباريات الديربي مثل غيرها. فيما يخص الوضع الآني.. يعاني الهلال من خطوطه الخلفية لكن تميز وسطه وهجومه يخفف الضغط ويريح مدافعيه.. بالمقابل يحتاج النصر لإغلاق عمقه الدفاعي بانضباط تكتيكي مع جرأة مدربه على استغلال ارتباك المرشدي ونامي وهوساوي عند الضغط.. ولم أقل الزوري؛ لأن الزوري يتحول إلى ممر سهل عند التركيز عليه. معظم جماهير الفريقين تتوقع اكتساحا هلاليا مستوى ونتيجة.. لكن هذا التوقع يعتمد على مدى ثقة الدفاع النصراوي بنفسه؛ لأنه هو الآخر يتشتت بسهولة أمام أي هجوم ويتم اختراقه بأريحية تامة كما شاهدنا مع الفتح ونجران.. ما بالك أمام الهلال. «الثقة وخط الوسط» هما مفتاحا التفوق.. غير أن اللقاء بشكل عام لن يخرج عن دائرة تراجع الكرة السعودية وغياب نكهة الفريقين منذ أعوام طويلة.. والله أعلم.