مع انحسار مناطق نفوذ ما يسمى بتنظيم داعش الإرهابي برزت عدة أسئلة عن مستقبل سورية والعراق في مرحلة ما بعد هزيمة التنظيم الإرهابي خاصة في ظل بروز أكثر من لاعب دولي ومحلي على الأرض يدعي كل منهم أنه صاحب الفضل في إنهاء وجود داعش في البلدين. قابلت "الرياض" المتحدث باسم التحالف الدولي الكولونيل رايان ديلون الذي أجابنا على سؤال راود الجميع بعد إعلان تحرير الرقة وهو أين اختفى مقاتلو داعش؟ قائلاً: "تحرير المدينة لم يتم فجأة حيث كان هناك متسع من الوقت لمقاتلي داعش للهرب إلى المناطق الصحراوية كما يملك بعضهم أماكن بديلة للاختباء وجزء كبير من المقاتلين اندمجوا في مناطق تجمع السكان المحليين كما يتم حالياً باستمرار القبض على عناصر من داعش حاولوا الهرب من المنطقة والخروج أما من العراق أو سورية خاصة في مناطق شمال دير الزور حيث يحاولون العبور باتجاه تركيا". ومؤخراً تم القبض على خمسة مقاتلين أجانب مختبئين بجوار خزان للنفط من جنسيات ألمانية وبلجيكية. وبعد سيطرتنا على الأرض تماماً أصبح أمر تحديد أماكنهم وشل حركتهم مسألة وقت فقط. وعن قدرات الجيش العراقي، قال الكولونيل: "القوات العراقية تصبح أكثر قوة وقدرة على السيطرة على البلاد كل يوم كما نجحت بالفعل بتطهير البلاد من داعش بعد أن كانت غارقة بالتنظيمات الإرهابية محررةً 4٫5 مليون عراقي من سيطرة داعش وهذا النصر كان مزيجاً من عدة عوامل قادها بشكل أساسي رئيس الوزراء العبادي ونحن في التحالف فخورون باستمرار دعمنا للقوات العراقية المقاتلة لداعش من الجيش العراقي إلى البيشمركة والقوات الأمنية حتى نتأكد أن عودة الإرهاب إلى العراق هو أمر لن يحدث". ويقول الكولونيل ديلون عن التوتر بين تركيا والقوات الحليفة لأميركا في سورية: "التحالف يتفهم موقع تركيا كجزء من حلف شمال الأطلسي "ناتو" وشريك في التحالف الدولي ولكن قوات سورية الديموقراطية (قسد) أيضاً شركاء على الأرض للتحالف والجانب الأميركي على الخصوص وأثبتوا قدرة كبيرة على هزيمة داعش في منبج والرقة والطبقة وغيرها ولا تزال القوات مستمرة بقتال داعش في وادي نهر الخابور ووسط وادي نهر الفرات ومنذ أن بدأت قسط عملياتها استعادت أكثر من 52 ألف كم مربع من تنظيم داعش". وسياسياً أكد ديلون أن التحالف داعم للمجالس المحلية التي قامت في مناطق نفوذ قسد وهي مجالس محلية مدنية، ويرى الكولونيل أن هذه التجربة نجحت في منبج والطبقة وستنجح كذلك في الرقة. وحول وجود تحالفات أميركية مع جماعات من المعارضة السورية أكد ديلون أن مهمة التحالف في سورية والعراق تنحصر في قتال تنظيم داعش فقط وعليه فإنه لا يوجد تحالف مع أي قوات تقوم بمهام أخرى. أما النزاع على منطقة البوكمال الحدودية مع العراق بين القوات المدعومة من التحالف والنظام السوري فيرى ديلون أن الوضع تحت السيطرة وهناك محاولات لتجنب التصادم بين القوات المدعومة روسياً وأميركياً مؤكداً بأن قوات سورية الديموقراطية ستستمر بعملية التحرير كما فعلت في السابق ونجحت باستعادة أكبر منطقة من تنظيم داعش على الحدود التركية والعراقية حيث حررت أكثر من ثلاثة ملايين سوري من قبضة التنظيم المتطرف. وأخيراً يخبرنا الكولونيل ديلون عن مصير قاعدة التنف في الجنوب السوري حيث تتمركز قوات عربية شريكة للتحالف تحت مسمى "مغاوير الثورة" بأن مستقبل الوجود الأميركي في الجنوب هو تكتيك عسكري مرتبط بالحاجة لذلك أما في الوقت الحالي فالقوات الحليفة لأميركا في التنف مستمرة في صد أي محاولات للتقدم من داعش باتجاه المنطقة وقبل أيام تم قتل تسعة عناصر من داعش هاجموا القاعدة.