أكدت القيادة السورية أمس أن القوات النظامية وصلت الى مطار دير الزور العسكري وسيطرت على حقل التيم النفطي في ريف دير الزور الجنوبي الغربي بعد القضاء على آخر تجمعات تنظيم «داعش» فيه، فيما أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) المدعومة أميركياً بدء حملة لطرد التنظيم من شرق محافظة دير الزور على الحدود مع العراق في ما يبدو سباقاً مع القوات النظامية التي تحارب التنظيم في ريفها الغربي للوصول الى الحدود مع العراق. وتلا رئيس مجلس دير الزور العسكري المنضوي في «قسد» أحمد أبو خولة خلال مؤتمر صحافي في قرية أبو فاس في شرق البلاد أمس بياناً جاء فيه: «نزفّ بشرى البدء بحملة عاصفة الجزيرة والتي تستهدف تحرير ما تبقى من أراضي الجزيرة (في إشارة الى محافظة الحسكة) السورية وشرق الفرات من رجس الإرهابيين وتطهير ما تبقى من ريف دير الزور الشرقي». وقال أبو خولة لوكالة «فرانس برس»: «نحن ذاهبون في الخطوة الأولى لتحرير شرق نهر الفرات في محافظة دير الزور». ويقطع نهر الفرات محافظة دير الزور الى قسمين شرقي وغربي. ويأتي إعلان «قوات سورية الديموقراطية» بعدما تمكنت القوات النظامية السورية بدعم روسي من كسر حصار «داعش» لمدينة دير الزور، مركز المحافظة. وأكد أبو خولة: «ليس لدينا تنسيق لا مع النظام ولا مع روسيا، لدينا تنسيق مع التحالف الدولي» بقيادة أميركا، مشيراً الى تقدم قواته عشرات الكيلومترات بدعم جوي من التحالف الذي تقوده واشنطن. وتبرز المعارك للسيطرة على دير الزور أهمية المحافظة التي تضم بعض أغنى حقول النفط في سورية وتعتبر مصدراً مالياً حيوياً للدولة السورية. وسيقرر السباق على الوصول الى الحدود العراقية مدى نفوذ القوى الإقليمية وما إذا كان النفوذ الأكبر في هذه المنطقة الاستراتيجية سيكون للولايات المتحدة أم لروسيا وإيران بعد هزيمة «داعش». وأبدت واشنطن تصميماً على منع تشكيل «معبر إيراني» يمتد من طهران الى دمشق، وهي تركز منذ شهور على المنطقة الواقعة جنوب شرقي الرقة قرب الحدود العراقية. وتحتشد عناصر سورية مسلحة مدعومة أميركياً في التنف جنوب شرقي سورية تمهيداً للتوجه نحو دير الزور، لكن خططها تعرقلت في حزيران (يونيو) الفائت عندما وصلت القوات النظامية الى الحدود مع العراق، وسدت بذلك طريقها. ويبدو هذا الطريق الوحيد المفتوح الآن أمام «قسد» من محافظة الحسكة في شمال شرقي البلاد. وتواجه «قسد» المدعومة أميركياً تحدي الوصول الى دير الزور، بينما هي تقاتل لتحرير الرقة من «داعش». وأعلنت القيادة العسكرية السورية في بيان أن دير الزور ستُستخدَم منطلقاً لتحرير المناطق المحاذية للعراق من «داعش». وأشار التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة في رسالة الكترونية الى وكالة «اسوشييتد برس» الى أن «قسد» ستقرر «متى تكون الظروف مناسبة لبدء الحملة». وقال التحالف رداً على سؤال عن احتمال وقوع صدام بين «قسد» والقوات النظامية: «إننا نحض جميع القوات على تركيز جهودها ضد عدونا المشترك داعش». ورحبت واشنطن بحملة القوات النظامية ضد التنظيم.