شهادة جديدة، على فساد طريق قطر نحو استضافة مونديال 2022، نطق بها الارجنتيني أليخاندرو بورزاكو مدير التسويق السابق في شركة "تورنيوس" المتخصصة ببث البطولات الكبرى في أمريكا الجنوبية، والذي اعترف داخل قاعة قضائية في محكمة أمريكية متخصصة في قضايا فساد الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، على أن قطر قدمت رشوة مالية بقيمة مليون دولار كأقل تقدير، مقابل أن يصوّت خوليو غروندونا والذي كان يشغل منصبا رئيس الاتحاد الأرجنتيني ونائب رئيس الاتحاد الدولي لصالح الملف القطري، صحيفة "غارديان" البريطانية نقلت الحوار الذي دار خلف أسوار المحكمة الواقعة في مدينة نيويوركالأمريكية بأن الشاهد بورزاكو تحدث أمام القضاة وقال:" لقد أبلغني غروندونا أنه حصل على المال مقابل صوته، وذلك في التصويت الذي أجراه "الفيفا" عام 2010 وكسبت قطر حق استضافة المونديال". واعترف بورزاكو أنه لعب دوراً فعليّاً في تسليم ملايين الدولارات كرشاوى لمسؤولين يشغلون مناصب كبرى في اتحادات الكرة بأمريكا الجنوبية، وذلك في قضايا تختص بشأن حقوق بث البطولات الكبرى وأقر بقوله: "بينما كنت أحضّر لرشوة قيمتها مليون دولار لصالح غروندونا ومليون آخر للبرازيلي ريكاردو تيكسيرا، فقد أبلغني غروندونا أنه تلقى رشوة بالفعل مقابل صوته في سباق التنافس على ملف مونديال 2022، لقد دفعت 15 مليون دولار كرشاوى لأظفر بحقوق بث بطولة "كوباأمريكا" وسط منافسة شرسة من شركات نقل تلفزيونية". وأكد الشاهد الأرجنتيني أن رئيس اتحاد الكرة في بلاده سابقاً، كان قد اعتاد على قبض الرشاوى مقابل تنفيذ بعض التعليمات وقال: "لقد طلب مني غروندونا في يناير 2011 رشوة بقيمة مليون دولار، كان مفترضاً أن يحصل عليها البرازيلي تيكسيرا مقابل حقوق بث "كوباأمريكا"، فالأخير كان مديناً بهذا المبلغ لغروندونا منذ التصويت على مونديال 2022 لصالح قطر". "لقد تكشّفت نواياهم بالتصويت لقطر أثناء طريقنا نحو زيوريخ عام 2010" هكذا لخّص الشاهد الأرجنتيني الاتفاقيات التي جرت خلف الأضواء، قبل الوصول إلى قاعة الاقتراع في مقر الفيفا، وهو الأمر الذي يؤكد على أن قطر لعبت خلف الأضواء بشكل واضح ودفعت الكثير من المال مقابل ضمان أصوات الكثير من المسؤولين في الاتحادات الرياضية حول العالم، ولم يستطع بورزاكو حصر الأموال التي دخلت حساب رئيس اتحاد الكرة الارجنتيني وقال: "لم يخبرني غروندونا شيئاً عن إجمالي المال الذي حصل عليه مقابل التصويت لقطر أو ما مصدر هذه الأموال، لكنني شهدت مشادة وقعت بينه وبين مسؤولين قطريين في حدث يختص بالفيفا وذلك بعد أشهر من التصويت". غروندونا أحد الذين وردت أسماؤهم في تقرير المحقق الأمريكي السابق مايكل غارسيا، وهو التقرير الذي يتهم قطر بسلك الطرق غير الشرعية مقابل حصولها على استضافة مونديال 2022، ويشكل مونديال قطر صداعاً كبيراً في رأس الفيفا، فمنذ أن ظفرت الدوحة بنسبة أصوات أعلى من غيرها، والمجتمع الرياضي الدولي يستفيق كل صباح على فضيحة مالية جديدة، لعبت فيها قطر دوراً رئيسياً من خلال شراء ذمم مسؤولين نافذين في اتحادات كروية من قارات مختلفة. تقرير المحقق الأمريكي مايكل غارسيا، أبرز اسم رئيس الاتحاد الأرجنتيني السابق واحداً من أهم المتهمين بالتواطؤ مع قطر ، ولذلك وجد غروندونا نفسه في جلسة تحقيق بمقر الفيفا في زيورخ في مارس عام 2014، وهو الأمر الذي لم يرق لغروندونا ورفض على أثره التعاون مع المحقق الفيدرالي غارسيا، وبسبب هذا التعنت تقرر إيقافه عن ممارسة أعماله كنائب لرئيس الاتحاد الدولي "فيفا" فترة من الزمن، وشغل غروندونا رئاسة اتحاد الكرة في بلاده الأرجنتيني منذ عام 1979م وكان قد تعهد أنه سيرحل مع ختام عام 2015، إلا أنه فارق الحياة في أواخر 2014 تاركاً خلفه إرثاً ثقيلاً من الملفات الشائكة والغامضة، والتي تتكشف يوماً بعد آخر.