ليلة الأحد الماضي الموافق 15 صفر لم تكن ليلة عادية في تاريخ المملكة والشعب السعودي. الجميع كانوا مشدودين إلى أجهزة التلفاز والجوالات في أيديهم. تعود الشعب السعودي على انتظار الأوامر الملكية والاحتفاء بها وخاصة في العهد السلماني الذي حمل معه رياح التغيير والتطوير. عرف الملك سلمان حفظه الله قبل توليه الحكم بسعة أفقه وثقافته وقربه من الملوك السابقين رحمهم الله وكونه أميراً للرياض لفترة طويلة لا شك ساعد هذا كله في تكوين شخصية قيادية فريدة تجمع بين الحكمة والثقافة والحزم. منذ بداية عهده أخذ الملك سلمان - حفظه الله - قرارات غير مسبوقة وليس هنا مجال لذكرها. أعود إلى ليلة الأحد الماضي والتي طبق فيها الملك سلمان كراعٍ للشعب السعودي حديث المصطفى عليه السلام: "وأيمُ اللَّهِ! لَو أنَّ فاطمةَ بنتَ محمَّدٍ سرَقَت لقطعتُ يدَها" القرار لم يستثنِ أحداً وارتقى فوق مستوى العاطفة وكان يهدف إلى مصلحة الدولة والشعب. تلك الليلة تجلت أعمق أواصر الحب والاهتمام بين القيادة والشعب. كان الشعب ينتقد التجاوزات ويشير على استحياء الأمر الملكي ساوى بين الجميع لم يكن هناك حصانة لأحد كان الهدف اجتثاث الفساد. هللت المملكة وشعبها ولهجت الألسن بالدعاء لحفظ الملك وولي عهده وامتلأت وسائل التواصل الاجتماعي بالتعليق والشكر للقيادة وحتى المجالس الخاصة لا تزال تتحدث عنه. تلك الليلة، كان الأمر الملكي حدثاً تاريخياً غير مسبوق في التاريخ العالمي وليس العربي فقط. نعم هناك قادة قاموا بجهود لتحقيق العدالة ومكافحة الفساد على مستوى العالم ولكن ليس بحجم الأمر الملكي. تشكيل لجنة لمكافحة الفساد ويرأسها صاحب السمو الملكي ولي العهد خطوة جادة لاجتثاث الفساد من أصوله. هذه القرارات التاريخية التي اتخذت في العهد السلماني، تجعل هذا العهد تأسيساً جديداً للمملكة لن أقول ينقلها إلى مصاف دول العالم الأول ولكن إلى دولة حديثة قوية متلاحمة وهذا التلاحم والحب بين الشعب والقيادة التي لم تألُ جهداً من رعاية واهتمام وعناية بشعبها ليس من السهولة أن تجده في معظم الدول الأخرى.