أعلن رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري استقالته من رئاسة الحكومة بعد اقتراب إتمامها لعامها الأول وهي التي أصدرت بيانها الوزاري رسميا في 28 كانون الأول 2016، وحملت تسمية حكومة "استعادة الثقة"، وأذاع الحريري بيانا متلفزا من المملكة التي توجه اليها أمس بعد اجتماعه مع مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي أكبر ولايتي الذي يزور بيروت. ومن المتوقع أن تتحول الحكومة الى حكومة تصريف أعمال، لكن استقالة الحريري تسدل ستارا كثيفا من الغموض حول مصير الإنتخابات النيابية في مايو المقبل، وتطرح تساؤلات حول مستقبله السياسي بعد عودته الى الحكم بتسوية سياسية داخلية. وقالت أوساط سياسية واسعة الاطلاع لصحيفة "الرياض" بأن استقالة الحريري كانت متوقعة منذ الأسبوع الفائت وخصوصا بعد تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني عن أن أي قرار يتخذ في عدد من البلدان ومنها لبنان يجب أن توافق عليه إيران، وأيضا بعد تعيين سفير جديد للبنان في دمشق وسط ضغوط قوية يقودها "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" ممثلا برئيسه وزير الخارجية والمغتربين لإعادة فتح قنوات اتصال مباشرة مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد للتنسيق في ملف عودة النازحين السوريين وهو ما لم يعجب الحريري. ومما جاء في البيان الذي تلاه الحريري "أن ايران لا تحل في مكان الا وتزرع فيه الفتن والدمار يشهد على ذلك تدخلاتها في البلاد العربية يدفعها على ذلك حقد دفين على الامة العربية وللاسف وجدت من ابنائنا من يضع يده بيدها وهي تسعى لخطف لبنان من محيطه العربي". أضاف:" ايها الشعب اللبناني العظيم استطاع حزب الله فرض امر واقع بقوة سلاحه". ووصف الحريري "حزب الله" ب"الذراع الايراني ليس في لبنان فحسب بل في البلدان العربية". وأضاف "خلال العقود الماضية استطاع حزب الله للأسف فرض أمر واقع في لبنان بقوة سلاحه التي يزعم أنه سلاح مقاومة وهو الموجه إلى صدور اخواننا السوريين واليمنيين فضلا عن اللبنانيين". وأضاف الحريري: "اريد ان اقول لايران واتباعها انهم خاسرون وستقطع الايادي التي امتدت الى الدول العربية بالسوء وسيرتد الشر الى اهله. لقد عاهدتكم ان اسعى لوحدة اللبنانيين وانهاء الانقسام السياسي وترسيخ مبدأ النأي بالنفس وقد لقيت في سبيل ذلك اذى وترفعت عن الرد في سبيل الشعب اللبناني. هناك حالة احباط وتشرذم وانقسامات وتغليب المصالح الخاصة على العامة وتكوين عداوات ليس لنا طائل منها. نحن نعيش اجواء شبيهة بالاجواء التي شابت قبل اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري". وتحدث عن اجواء "في الخفاء لاستهداف حياتي". وقال: "اني اعلن استقالتي من رئاسة الحكومة اللبنانية مع يقيني ان ارادة اللبنانيين اقوى وسيكونون قادرين على التغلب على الوصاية من الداخل والخارج".